للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٤٧٥٨ - قال: بينما نحن عند النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقسم قَسْمًا، إذ أتاه ذو الخويصرة -وهو رجل من بني تميم-، فقال: يا رسول الله اعدل، فقال: "ويلك فمن يعدل إذا لم أعدل؟، قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل"، فقال عمر: ائذن لي أضرب عنقه، فقال: "دعه فإن له أصحابًا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية: ينظر إلى نصله، إلى رصافه؛ إلى نضيّه -وهو قِدحه-؛ إلى قُذذه، فلا يوجد فيه شيء، قد سبق الفرث والدم، آيتهم رجل أسود، إحدى عضديه مثل ثدي المرأة، أو مثل البضعة تدردر، ويخرجون على حين فرقة من الناس".

قال أبو سعيد: أشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم، وأنا معه، فأمر بذلك الرجل فالتمس، فأتي به حتى نظرت إليه على نعت النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي نعته.

قلت: رواه الشيخان البخاري في مواضع منها في علامات النبوة وفي الأدب ومسلم في الزكاة والنسائي في فضائل القرآن وابن ماجه في السنة. (١)

قال عبد الحق في الجمع بين الصحيحين: في رواية الحموي وأبي الهيثم. على حين: بالنون، وفي رواية المستملي: على خير بالخاء، والراء ذكره البخاري في كتاب الأدب وقال: على حين بالنون فهم كلهم انتهى (٢).

وذو الخويصرة: بضم الخاء المعجمة مصغر.

قوله: "خبت وخسرت" روي بفتح التاء فيهما، وبضمهما، ومعنى الضم ظاهر ومعنى: خبت أنت أيها التابع إذا كنت لا أعدل لكونك تابعًا ومقتديًا بمن لا يعدل.


(١) أخرجه البخاري في الأدب (٦١٦٣)، وفي علامات النبوة (٣٦١١)، ومسلم (١٠٦٤)، وابن ماجه (١٦٩).
(٢) انظر: المنهاج للنووي (٧/ ٢٣٣).