للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وسم الخياط: بفتح السين وضمها وكسرها، والفتح أشهر، وهو ثقب الإبرة ومعناه: لا يدخلون الجنة أبدًا.

والدبيلة: بدال مهملة مضمومة ثم باء موحدة مفتوحة وقد فسرها في الحديث: سراج من نار، وتنجم: تظهر وتعلو وهو بضم الجيم.

وتكفيهم: وقد روي أيضًا بزيادة كاف يكفيكهم، وروي تكفتهم بتاء مثناة بعد الكاف من الكفت وهو الجمع والستر أي يجمعهم في قبورهم ويسترهم، وينجم في صدورهم أي يتقد، ويخرج من صدورهم، يقال: نجم النبت ينجم بالضم إذا طلع (١).

٤٧٨٣ - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من يصعد الثنية -ثنية المرار- فإنه يحط عنه ما حُطّ عن بني إسرائيل"، فكان أول من صعدها خيلنا -خيل بني الخزرج-، ثم تتام الناس، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "وكلكم مغفور له، إلا صاحب الجمل الأحمر". فأتيناه فقلنا له: تعال يستغفر لك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: والله لأن أجد ضالّتي، أحبُ إلي من أن يستغفر لي صاحبكم، وكان رجلًا ينشد ضالةً له.

قلت: رواه مسلم في التوبة من حديث عياض بن عبد الله الفهري عن أبي الزبير عن جابر. (٢)

قوله - صلى الله عليه وسلم - "من يصعد الثنية ثنية المرار": هكذا هو في الرواية الأولى في مسلم، المرار: بضم الميم وتخفيف الراء، وفي رواية له أيضًا: المِرارا أو المُرار بضم الميم أو فتحها على الشك، وفي بعض النسخ بضمها أو كسرها. والمرار: شجر.

وأصل الثنية: الطريق بين الجبلين، وهذه الثنية عند الحديبية، قال: ابن إسحاق: هي مهبط الحديبية، وينشد: بفتح الياء وضم الشين أي يسأل عنها، قيل: اسم هذا الرجل الجد بن قيس المنافق، وإنما حثهم - صلى الله عليه وسلم - على صعود الثنية لأنها عقبة شاقة، وصلوا إليها ليلًا عام الحديبية فرغبهم - صلى الله عليه وسلم - في صعودها، والذي حط عن بني إسرائيل: هو ذنوبهم


(١) انظر: المنهاج للنووي (١٧/ ١٨٢ - ١٨٤).
(٢) أخرجه مسلم (٢٧٨٠).