للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كليهما، فلم أر أحدًا فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "هل نزلت الليلة؟ "، قال: لا، إلا مصليًّا أو قاضي حاجة، قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "فلا عليك أن لا تعمل بعدها".

قلت: رواه أبو داود في الجهاد والنسائي في السنة وسكت عليه أبو داود والشيخ زكي الدين المنذري. (١)

وأطنبوا السير: أي بالغوا فيه وأكثروا منه، ويوم حنين: كان في السنة الثامنة من الهجرة بعد فتح مكة، وحنين يصرف ولا يصرف، وهوازن: هذه قبيلة مشهورة من قيس غيلان.

قوله: على بكرة أبيها: بفتح الباء الموحدة وسكون الكاف وهي كلمة للعرب يريدون بها الكثرة في العدد، يريدون إذا جاؤوا ولم يتخلف منهم أحد، وليس هناك بكرة في الحقيقة، وهي التي يستقى عليها الماء.

ويقال: إن أصل ذلك أن قومًا من العرب عرض لهم انزعاج فلم يتخلف منهم واحد لا صغير ولا كبير حتى بكرة كانت لأبيهم فصار مثلًا فيمن جاؤوا بأجمعهم كان لم يكن معهم بكرة وإلا هنا بمعنى مع، والظعن: النساء، والنعم: قيل للإبل خاصة، والأنعام: لها وللبقر والغنم، وقيل: هما لفظان بمعنى واحد، والشعب: الطريق في الجبل.

وأحسستم: أي أدركتم فارسكم بالحس، والتثويب: يقع على الأذان والإقامة والمراد هنا الإقامة.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: فما عليك أن لا تعمل بعدها: أي لا ضرر ولا حرج عليك في ترك العمل الصالح سوى الفرائض بعد هذه الليلة وهذه بشارة بأنه غفر له.

٤٧٩٩ - قال: أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- بتمرات، فقلت: يا رسول الله ادع الله فيهن بالبركة، فضمّهن، ثم دعا لي فيهن بالبركة، قال: "خذهن فاجعلهن في مزودك، كلما أردت أن تأخذ منه شيئًا، فأدخل فيه يدك فخذه، ولا تنثره نثرًا"، فقد حملت من ذلك التمر كذا وكذا من وسق في سبيل الله، فكنا نأكل منه ونطعم، وكان لا يفارق حقوي، حتى كان يوم قتل عثمان، فإنه انقطع.


(١) أخرجه أبو داود (٢٥٠١)، والنسائي في الكبرى (٨٨٧٠)، وصححه الحاكم (٢/ ٨٣ - ٨٤).
وانظر: مختصر المنذري (٣/ ٣٦٥ - ٣٦٦).