قوله -صلى الله عليه وسلم- "خير أمتي قرني" وفي رواية: "خيركم قرني" وفي رواية: "خير الناس قرني" اتفق العلماء على أن خير القرون قرنه - صلى الله عليه وسلم -، والمراد الصحابة، ورواية "خير الناس"، على عمومها، والمراد: جملة القرن، ولا يلزم منه تفضيل الصحابة على الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، بل المراد جملة القرن. واختلفوا في المراد بالقرن هنا: فقيل: قرنه -صلى الله عليه وسلم- أصحابه، والذين يلونهم أتباعهم، والثالث أتباع أتباعهم، وقيل قرنه ما بقيت عين رأته، والثاني ما بقيت عين رأت من رآه، ثم كذلك، وقيل: هو لأهل كل مدة بعث فيها نبي، طالت مدته أو قصرت وهذا ليس بظاهر.
وذكر الجرجاني الاختلاف في قدره بالسنين من عشر سنين إلى مائة وعشرين سنة، وليس منه شيء واضح، ورأى أن القرن كل أمة هلكت فلم يبق منها أحد، وأن قرنه الصحابة، والثاني: التابعون، والثالث: تابعوهم.
والسمانة: بفتح السين هي السمن، والمعنى: أن يكثر ذلك فيهم، وقيل: المراد بالسمن هنا أنهم يتكثرون بما ليس لهم، ويدعون ما ليس لهم من الشرف، وقيل: المراد جمعهم الأموال.
قوله -صلى الله عليه وسلم-: ويخونون ولا يؤتمنون، قال النووي في شرح مسلم (١): هكذا في أكثر النسخ: يتمنون بتشديد النون ومعناه: يخونون خيانة ظاهرة بحيث لا يبقى معها أمانة، بخلاف من خان بحقير مرة واحدة فإنه يصدق عليه أنه خان، ولا يخرج به عن الأمانة في بعض المواطن.
قوله - صلى الله عليه وسلم -: وينذرون ولا يوفون، هو بكسر الذال وضمها لغتان، وفي رواية: يفون وهما صحيحان، يقال: وفى وأوفى.