للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وفي رواية: "فخيار أهل الأرض ألزمهم مهاجَرَ إبراهيم، ويبقى في الأرض شرار أهلها، تلفظهم أرضوهم، تقذرهم نفس الله، تحشرهم النار مع القردة والخنازير، تبيت معهم إذا باتوا وتقيل معهم إذا قالوا".

قلت: رواه أبو داود في الجهاد (١) من حديث شهر بن حوشب عن عبد الله ابن عمرو بن العاص، وشهر بن حوشب قد تكلم فيه غير واحد، ولم أر في أصول أبي داود رواية "فخيار الناس" بل إنما فيها "فخيار أهل الأرض" وليس فيها هذه الزيادة "وهي تبيت معهم" إلى آخره، وقد روى الحديث المصنف في شرح السنة مطولًا بهذه الزيادة وغيرها من حديث شهر بن حوشب أيضًا.

قوله في الحديث: "سيكون هجرة بعد هجرة" قال الخطابي (٢): الهجرة الثانية هي الهجرة إلى الشام يرغب فيها خيار الناس.

قوله: "تقذرهم نفس الله" تأويله: أن الله يكره خروجهم إليها، ومقامهم بها، فلا يوفقهم لذلك، فصاروا بالرد كالشيء تقذره نفس الإنسان فلا تقبله، وهذا مثل قوله تعالى {ولكن كره الله انبعاثهم فثبّطهم}.

٥٠٧٢ - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "سيصير الأمر أن تكونوا جنودًا مجندة: جند بالشام، وجند باليمن، وجند بالعراق"، فقال ابن حوالة: خِرْ لي يا رسول الله! إن أدركت ذلك؟، قال: "عليك بالشام، فإنها خيرة الله من أرضه، يجتبي إليها خيرته من عباده، فأما إن أبيتم، فعليكم بيمنكم، واسقوا من غُدُركم، فإن الله عز وجل توكّل لي بالشام وأهله".


(١) أخرجه أبو داود (٢٤٨٢) وإسناده ضعيف في إسناده شهر بن حوشب، والبغوي في "شرح السنة" (١٤/ ٢٠٨ - ٢٠٩) رقم (٤٠٠٨)، وشهر بن حوشب: صدوق، كثير الإرسال والأوهام، انظر: التقريب (٢٨٤٦)، وأخرجه الحاكم في المستدرك (٤/ ٥١٠) وقال: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.
(٢) انظر: معالم السنن (٢/ ٢٠٤)، وشرح السنة للبغوي (١٤/ ٢١٠).