للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصْرف عني سَيِّئَها، لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك، والخيرُ كله في يديك، والشَّرُّ ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركتَ وتعاليتَ، استغفرك وأتوب إليك وإذا ركع قال: "اللهم لك ركعتُ، وبك آمنت، ولك أسلمت، خشعَ لك سَمْعي، وبصَري، ومُخِّي، وعَظْمي، وعَصَبي وإذا رفع رأسَه من الركوع قال: "اللهم ربنا لك الحمد ملءَ السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما، وملء ما شئت من شيء بَعْدُ وإذا سجد قال: "اللهم لك سجدتُ، وبك آمنتُ، ولك أسلمت، سجد وجْهِي للذي خلقه وصوّره وشَقّ سَمْعَه وَبَصَره، فتبارك الله أحسن الخالقين ثم يكون مِنْ آخِرِ ما يقول بين التشهد والتسليم: "اللهم اغفر لي ما قَدّمتُ وما أخَّرتُ، وما أسرَرْت وما أعلنتُ، وما أسرَفْتُ، وما أنت أعلمُ به منّي، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت".

قلت: رواه مسلم (١) في صلاة الليل من حديث عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب ولم يخرجه البخاري.

تنبيه: قد وهِمَ الطبري في الأحكام فنسب هذا الحديث إلى البخاري أيضًا وليس كذلك بل هو فيما انفرد به مسلم عن البخاري.

ووجّهت وجهي: قصدت بعبادتي وتوحيدي إليه، وقوله تعالى: {فأقم وجهك للدين القيم} أي: أقم قصدك، وفطر السماوات والأرض: أي ابتدأ خلقهما على غير مثال سابق وجمع السماوات ووحّد الأرض وإن كانت سبعًا كالسماوات لأنه أراد جنس الأرضين وجمع السماوات لشرفها.

قال النووي (٢): وهذا يؤيد المذهب الصحيح المختار الذي عليه الجمهور: أن السماوات أفضل من الأرضين وقيل الأرض أفضل، لأنها مستقر الأنبياء ومدفنهم وهو


(١) أخرجه مسلم (٧٧١).
(٢) نقل المؤلف هذا الكلام بتصرف يسير من المنهاج للنووي (٦/ ٨٣ - ٨٦).