للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أحيى وأموت، وإليك المصير، تباركت: أي استحقيت الثناء، وقيل: ثبت الخير عندك، وقيل: تبارك العباد بتوحيدكَ! مِلءَ السماوات وملء الأرض: هو بكسر ميم ملء وبنصب الهمزة بعد اللام ورفعها، والنصب أشهر، وتقديره: لو كان الحمد جسمًا لملأ ذلك.

قوله: وشق سمعه: فيه دليل لمن قال: إن الأذنين من الوجه، وقال آخرون: أعلاهما من الرأس وأسفلهما من الوجه، وذهب الشافعي والجمهور إلى أنهما عُضوانِ مستقلان، وأجابوا عن هذا الحديث بأن: الوجه يطلق ويراد به الذات، قال تعالى: {كل شيء هالك إلا وجهه}.

أحسن الخالقين: أي المقدرين والمصورين.

- وفي رواية: "والشَرُّ ليس إليك، والمهدِيّ من هَدَيْتَ، أنا بك وإليك، لا منجا منك ولا ملجأ إلا إليك، تباركت".

قلت: رواها الشافعي (١) عن مسلم بن خالد وعبد المجيد عن ابن جريج عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن الفضل عن الأعرج عن أبي رافع عن علي بن أبي طالب يرفعه، وليست هذه الرواية في الصحيحين ولا في أحدهما، فكان من حق المصنف أن يؤخرِّها إلى الحسان.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: لا منجا منك ولا ملجأ إلا إليك: أي لا مهرب ولا مخلص ولا ملاذ لمن طلبته إلا إليك، ومنجا: مقصور لا يجوز أن يمد ولا يهمّز، والأصل في الملجأ الهمز، وقد يترك للازدواج مع منجا.

٥٧٢ - قال: أن رجلًا جاء إلى الصلاة وقد حَفَزه النَّفَس فقال: الله أكبر، الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مُباركًا فيه، فلما قَضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - صلاتَه قال: "أيكم المتكلِّمُ بالكلمات؟ لقد رأيت اثنَيْ عشر مَلَكًا يَبتدِرُونها؛ أيُّهم يرفعُها".


(١) أخرجه الشافعي (١/ ٣٥) رقم (٢١٦).