للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٨٠٣ - قد صَحّ عن سهل بن سعد الساعدي "أنّه سُئل: من أي شيء المنبر؟ فقال: هو من أثل الغابة، عَمَلَه فلان مَولى فلانَة، وقام عليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فاستقبل القِبلة وكبّر، وقامَ الناس خَلْفه، فقَرَأ فركَع، وركَع الناسُ خلفه، ثم رجع القَهْقَرَى، فسجد على الأرض، ثم عادَ إلى المِنْبر، ثم قرأ ثم ركع ثم رفَع رأسَه، ثم رجع القَهْقَرى، ثم سجد بالأرض، فلما فَرَغ أقْبَل على الناس فقال: "إنما صنعتُ هذا لتَأتَمُّوا بي، ولِتَعْلَمُوا صلاتي".

قلت: هذا الحديث رواه الجماعة كلهم، إلا الترمذي بألفاظ مختلفة، وألفاظ متقاربة، في الصلاة من حديث سهل الساعدي.

والأثل: شجر يشبه الطرفاء إلا أنه أعظم منه، والغابة: غيضة ذات شجر كبير، قال الحافظ أبو موسى: الغابة بباء واحدة من تحت أرض على تسعة أَمْيال من المدينة، كانت إبلُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مقيمة بها وبها قصة العُرَنِيين. (١)

٨٠٤ - قالت: "صلّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في حُجرته، والناس يأَتُّمون به من وراء الحُجرةِ".

قلت: رواه أبو داود في أبواب صلاة الجمعة من حديث عائشة قال المنذري: وأخرج البخاري بنحوه (٢). قال بعضهم: والمراد بحجرته - صلى الله عليه وسلم - المكان الذي اتخذه النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسجد من حُصْر حين أراد الاعتكاف، وقد جاء في البخاري وغيره من حديث أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اتخذ حجرة في المسجد من حصير صلّى فيها ليالي، كما سيأتي في أول باب قيام شهر رمضان ويؤيد ذلك قولُ عائشة في حجرته، ولو كان ذلك في بيتها لقالت في حجرتي، وأيضًا فحجرة عائشة لم يكن بابها في قبلة المسجد حتى يتأتى ذلك والله أعلم.


(١) أخرجه البخاري (٩١٧)، ومسلم (٢٧٣)، وأبو داود (١٠٨٠)، وابن ماجه (١٤١٦)، والنسائي (٢/ ٥٧).
(٢) أخرجه أبو داود (١١٢٦) وإسناده صحيح. وانظر: مختصر المنذري (٢/ ٢٥).