للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وهذا النداء الثالث هو النداء قبل خروج الإمام ليحضُر الناس، وكان يفعل في زمن عثمان بعد دخول الوقت، وسمّي بالثالث كان كان باعتبار الوقوع أول، لأنه ثالث النداءين اللذين كانا في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهما الأذان بعد صعود الخطيب، وهو المراد بالنداء الأول، وأما النداء الثاني فهو الإقامة.

٩٩٤ - "قال: كانت للنبي - صلى الله عليه وسلم - خطبتان، يجلس بينهما يقرأ القرآن ويذكّر الناس، وكانت صلاته قصدًا، وخطبته قصدًا".

قلت: رواه مسلم (١) في الجمعة، وهما حديثان في مسلم من رواية جابر ابن سمرة، ولفظ الثاني: صليتُ مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فكانت صلاته قصدًا، وخُطبته قصدًا. أي بين الطول الظاهر والتخفيف الماحق.

٩٩٥ - سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنّ طولَ صلاةِ الرجل وقِصَر خُطبته مَئِنَّةٌ من فِقهه، فأطيلوا الصلاة واقصُروا الخطبة، لأنّ من البيان لسحرًا".

قلت: رواه مسلم هنا (٢) من حديث أبي وائل قال: خطبنا عمار فأوجز وأبلغ، فلما نزل قلنا: يا أبا اليقظان: لقد أبلغت وأوجزت فلو كنت تنفست، فقال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: وساقه بلفظه، ولم يخرج البخاري هذا الحديث إلا قوله: "إن من البيان لسحرًا" فإنه أخرجه من حديث ابن عمر. (٣)

ومئنّة: بفتح الميم ثم همزة مكسورة ثم نون مشددة أي علامة، وهمزة واقصروا الخطبة: همزة وصل.

٩٩٦ - كان رسول لله - صلى الله عليه وسلم - إذا خَطَب احمرّت عيناه، وعلا صوتُه، واشتد غضبُه حتى كأنه منذِرُ جيش، يقول: "صبَّحَكم ومَسَّاكم" ويقول: "بُعثت أنا والساعة كهاتين" ويقرُن بين إصبعَيه السّبّابة والوُسْطى.


(١) أخرجه مسلم (٣٤/ ٨٦٢) و (٤١/ ٨٦٦).
(٢) أخرجه مسلم (٨٦٩).
(٣) أخرجه البخاري (٥٧٦٧) في الطب، (٥١٤٦) وفي النكاح.