للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يكفُرن بالله؟ قال: "يكفُرنَ العشير، ويكفُرن الإحسانَ، لو أحسنتَ إلى إحداهُنّ الدهر ثم رأت منك شيئًا، قالت: ما رأيتُ منك خيرًا قَطّ".

قلت: رواه البخاري في مواضع منها هنا، وفي الإيمان، ومسلم وأبو داود والنسائي (١) كلهم هنا من حديث عطاء بن يسار عن ابن عباس. وتكعكعت: أي تأخرت، وقد احتج الشافعي بهذا الحديث على الإسرار في كسوف الشمس لقول ابن عباس: "فقام قيامًا طويلًا نحوًا من سورة البقرة" وهذا يدل على أنه لم يسمعه لأنه لو سمعه لم يقدره بغيره، وحمل حديث عائشة الذي قبل هذا على أنه كان في خسوف القمر، واحتج البخاري بهذا الحديث على جواز صلاة من صلّى وقدامه تنور أو نار أو شيء مما يعبد فأراد بعبادته الله تعالى.

١٠٦٠ - وروت عائشة نحو حديث ابن عباس وقالت: "ثم سجد فأطال السجود، ثم انصرف، وقد تجلّت الشمس، فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "إن الشمسَ والقمر آيتان من آيات الله لا يَخْسِفان لموت أحدٍ ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبّروا وصلّوا وتصدِّقوا" ثم قال: "يا أمة محمد! والله ما من أحد أغْيَرُ من الله أن يزني عبدُه أو تزنيَ أمَتُه، يا أمة محمد! والله لو تعلمون ما أعلم لضَحِكْتم قليلًا ولبَكيْتُم كثيرًا".

قلت: رواه الشيخان في هذا الباب من حديث عائشة. (٢)

١٠٦١ - قال: خَسَفَت الشمس فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - فزعًا يَخْشى أن تكون الساعة، فأتى المسجدَ فصلّى بأطولِ قيام وركوع وسجود، وما رأيته قطّ يفعله، وقال: "هذه الآيات التي يرسل الله لا تكونُ لموت أحد ولا لحياته، ولكن يخوّف الله بها عبادَه فإذا رأيتم شيئًا من ذلك فافزَعُوا إلى ذكرِه ودعائه واستغفاره".


(١) أخرجه البخاري (١٠٥٢) (٢٩)، ومسلم (٩٠٧)، وأبو داود (١١٨٩)، والنسائي (٣/ ١٤٦ - ١٤٨).
(٢) أخرجه البخاري (١٠٤٤)، ومسلم (٩٠١).