للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وهذا تصريح بمشروعية الرُقى بأسماء الله تعالى، وفيه توكيد الرقية والدعاء وتكريره، قوله: من شر كل نفس، قيل: يحتمل أن يكون المراد نفس الآدمي، وقيل: يحتمل أن المراد بها العين، فإن النفس يطلق على العين، يقال رجل منفوس: إذا كان يصيب الناس بعينه، ويكون قوله: أو من عين حاسد، من باب التوكيد بلفظ مختلف أو شك من الراوي.

١١٠٥ - كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعوِّذ الحسن والحسين، ويقول: "إن أباكما، يعني إبراهيم عليه السلام، كان يعوّذ بها إسماعيل وإسحاق، أعيذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامّة، ومن كل عين لامّة".

قلت: رواه البخاري في أحاديث الأنبياء وأبو داود في السنة والترمذي وابن ماجه كلاهما في الطب، والنسائي في "اليوم والليلة" كلهم من حديث المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. (١)

وكلمات الله التامة: جمع مضاف فيفيد العموم فدخل في ذلك كل ما أنزله على الأنبياء عليهم السلام، قال ابن الأثير (٢): وإنما وصف كلامه تعالى بالتمام لأنه لا يجوز أن يكون في شيء منه نقص ولا عيب كما يكون في كلام الناس، واحتج الإمام أحمد بهذا الحديث على القائلين بخلق القرآن، فقال: لو كانت كلمات الله مخلوقة لم أعاذهما النبي - صلى الله عليه وسلم - بها، إذ لا يجوز أن يعيذ مخلوقًا بمخلوق ولما وصفت بالتامة. والهامة: بتشديد الميم واحدة الهوام، قال الجوهري (٣): ولا يقع هذا الاسم إلا على المخوف من الأحناش، قال ابن الأثير (٤): هي كل ذات سَمّ يَقْتُل، وأما ما له سم ولا يقتل فقيل هو


(١) أخرجه البخاري (٣٣٧١)، وأبو داود (٤٧٣٧)، والترمذي (٢٠٦٠)، وابن ماجه (٣٥٢٥)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (١٠٠٦)، (١٠٠٧).
(٢) النهاية (١/ ١٩٧).
(٣) الصحاح للجوهري (٥/ ٢٠٦٢).
(٤) النهاية (٥/ ٢٧٥).