للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أكلها. والتصرف فيها في الحال؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- إنما تركها خشية أن يكون من الصدقة لا لكونها لقطة وهذا الحكم متفق عليه.

١٢٩٩ - أخذ الحسن بن علي تمرة من تمر الصدقة، فجعلها في فيه، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "كِخْ كِخْ! " ليطرحها، ثم قال: "أما شعرت أنَّا لا نأكل الصدقة".

قلت: رواه الشيخان هنا من حديث أبي هريرة. (١)

قال القاضي عياض (٢): يقال: كخ كخ بفتح الكاف وكسرها وتسكين الخاء المعجمة ويجوز كسرها مع التنوين، وهي كلمة يزجر بها الصبيان عن المستقذرات فقال له كخ أي اتركه وارم به. قال الداوودي: هي أعجميّة معرّبة، بمعنى بئس، وقد أشار البخاري إلى هذا بقوله في ترجمته: باب من تكلم بالفارسية والرطانة (٣)، وفي الحديث أن الصبيان يوقون ما يوقاه الكبار، وهذا واجب على الأولياء.

قوله -صلى الله عليه وسلم-: أما شعرت أنا لا نأكل الصدقة، هذه اللفظة تقال للشيء الواضح التحريم ونحوه، وإن لم يكن المخاطب عالمًا به، وهذا أبلغ في الزجر عنه، وفيه: تحريم الزكاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" وعلى آله وهم: بنو هاشم وبنو المطلب، وقال أبو حنيفة ومالك هم: بنو هاشم خاصة، وقيل: هم قريش كلها، دليل الشافعي أن النبي -صلى الله عليه وسلم-قال: "إن بني هاشم وبني المطلب شيء واحد، وأما صدقة التطوع، فأصح أقوال الشافعي أنها تحرم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وتباح لآله، والثاني تحرم عليه وعليهم، والثالث تحل له ولهم".

١٣٠٠ - قال -صلى الله عليه وسلم-: "إن هذه الصدقات إنما هي أوساخ الناس، وإنها لا تحل لمحمد ولا لآل محمد".


(١) أخرجه البخاري (١٤٩١)، ومسلم (١٠٦٩).
(٢) إكمال المعلم (٣/ ٦٢٤).
(٣) في كتاب الجهاد، باب من تكلم بالفارسية والرطانة (٤/ ٩٠).