للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فتستكثريه، فيكون سببًا لانقطاع إنفاقك، والإحصاء للشيء: معرفته قدرًا أو وزنًا أو عدًّا.

١٣٣٠ - قال - صلى الله عليه وسلم -: "قال الله تعالى: أنفق يا ابن آدم أنفق عليك".

قلت: رواه الشيخان: البخاري في التوحيد، ومسلم في الزكاة كلاهما من حديث أبي هريرة يرفعه. (١)

١٣٣١ - قال - صلى الله عليه وسلم -: "يا ابن آدم إنك إن تبذل الفضل خير لك، وأن تمسكه شر لك، ولا تلام على كفاف، وابدأ بمن تعول".

قلت: رواه مسلم هنا من حديث أبي أمامة، ولم يخرجه البخاري بجملته، وأخرج: "ابدأ بمن تعول" من حديث ابن عمر وغيره. (٢) والفضل هو ما زاد على الحاجة، قوله - صلى الله عليه وسلم -: لا تلام على كفاف، هو بفتح الكاف: القوت، أي لا تلام على طلب القوت أو تحصيله، وهو ما كف عن الناس أي أغنى.

١٣٣٢ - قال - صلى الله عليه وسلم -: "مثل البخيل والمتصدق: كمثل رجلين عليهما جُنَّتان من حديد، قد اضطرت أيديهما إلى ثديّهما، وتراقيهما، فجعل المتصدق كما تصدق بصدقة انبسطت عنه، وجعل البخيل كما هم بصدقة قلصت، وأخذت كل حلقة بمكانها".

قلت: رواه الشيخان: البخاري في اللباس ومسلم في الزكاة والنسائي فيه من حديث أبي هريرة يرفعه. (٣)

قال النووي في شرح مسلم (٤): صوابه: جنتان بضم الجيم وبالنون، والجنة: الدرع، ومعنى قلصت: انقبضت، وجاء هذا الحديث على التمثيل لا على الخبر قيل: وإنما ضرب المثل بهما لأن المنفق يستره الله بنفقته، ويستر عوراته في الدنيا والآخرة، كستر


(١) أخرجه البخاري (٥٣٥٢)، ومسلم (٩٩٣).
(٢) أخرجه مسلم (١٠٣٦)، وانظر البخاري (١٤٢٨,١٤٢٦، ٥٣٥٥، ٥٣٥٦).
(٣) أخرجه البخاري (١٤٤٣)، ومسلم (١٠٢١)، والنسائي (٥/ ٧٢).
(٤) المنهاج للنووي (٧/ ١٥١).