للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

شيئًا، وتقيم الصلاة، وتُؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيتَ" ثم قال: "ألا أدلُّك على أبواب الخير: الصوم جنة، والصدقةُ تطفيئُ الخطيئةَ كما يطفئ الماءُ النارَ، وصلاة الرجل من جوف الليل، ثم تلا: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} حتى بلغ {يعملُون} ثم قال: ألا أخبرك برأس الأمر وعموده، وذروة سنامه قلت: بلى يا رسول الله قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد. ثم قال: ألا أخبرك بملاكِ ذلك كله، قلت: بلى يا نبي الله، فأخذ بلسانه وقال: كُفّ عليك هذا. فقلت: يا نبيَّ الله! إنا لمؤاخذون بما نتكلّم به؟ قال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يَكبُّ الناسَ في النار على وجوهِهم أو على مناخِرِهم الا حصائدُ ألسنتهِم".

قلت: رواه الترمذي في الإيمان، والنسائي في التفسير، وابن ماجه في الفتن، ثلاثتهم من حديث معاذ بن جبل، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح (١).

وثكلتك: بالثاء المثلثة أي فقدتك، والظاهر أنه ليس المراد به هنا الدعاء.

٢٩ - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أحبَّ لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان".

قلت: رواه أبو داود في السنة من حديث أبي أمامة الباهلي (٢) واسمه: صُدي ابن


(١) أخرجه الترمذي (٢٦١٦)، والنسائي في الكبرى (٣٩٧٣)، وابن ماجه (٣٩٧٣).
قلت: إسناده ضعيف وإن قال الإمام الترمذي حسن صحيح وذلك لأمرين:

١ - سماع أبي وائل -شقيق ابن سلمة- من معاذ لم يثبت، ذكر ذلك غير واحد من العلماء.

٢ - أنه رواه حماد بن سلمة عن عاصم بن أبي النجود وعن شهر بن حوشب عن معاذ.
قال الدارقطني في العلل (٦/ ٧٨): وهو أشبه بالصواب وشهر ضعيف وهو لم يلق معاذًا، أخرجه أحمد (٥/ ٢٤٨) وجميع الطرق إلى معاذ في هذا الحديث ضعيفة والله أعلم.
(٢) أخرجه أبو داود (٤٦٨١) وإسناده حسن والقاسم بن عبد الرحمن الدمشقي أبو عبد الرحمن. وقد ترجم له الحافظ في التقريب (٥٥٠٥) فقال صدوق يغرب كثيرًا. =