للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان أجلّ الخدم صاحب الباب، وهو من الأمراء المطوّقين؛ ثم الأسفهسلار، وهو زمام كلّ زمام وإليه أمور الأجناد، ثم حامل سيف الخليفة أيام الرّكوب (١)؛ ثم زمام الحافظيّة والآمرية، وهما أجلّ الأجناد.

وكانت ولاية الأعمال أجلّها ولاية عسقلان، ثم ولاية قوص، ثم ولاية الشرقيّة، ثم ولاية الغربيّة، ثم ولاية الإسكندريّة (٢).

وكان قاضى القضاة ينظر فى الأحكام الشرعية (٣)، فلمّا صارت الوزارة إلى أرباب السّيوف كان يقلد القضاة نيابة عنه. والقاضى أجلّ أرباب العمائم رتبة؛ وتارة يكون داعى الدّعاة، وتارة تفرد الدّعوة عنه. ويجلس فى يومى الثلاثاء والسبت بزيادة جامع عمرو بن العاص (٤)، وله طرّاحة ومسند حرير والشّهود حوله؛ وله خمسة من الحجّاب اثنان منهما بين يديه واثنان على باب المقصورة وواحد ينفذ الخصوم إليه. وله أربعة من الموقّعين، ودواته بين يديه على كرسى محلى بفضة يحمل إليه من الخزائن ولها حامل بجار سلطانى فى كل شهر. ويخرج إليه من إصطبل الخليفة بغلة شهباء، وهى مختصّة به دون غيرها (٥)، ويكون عليها سرج محلىّ ثقيل وراويتان (٦) من فضّة، ومكان الجلد حرير.


(١) يسبق هذه الوظيفة فى الرتبة وظيفة حمل المظلة فى المواسم العظام كركوب رأس العام ونحوه، وهى من الوظائف العظام وشاغلها أمير جليل له التقدم والرفعة. صبح الأعشى: ٤٨٣:٣.
(٢) وكان يخلع على أصحاب هذه الولايات من خزانة الكسوة بالبدنة، وهى النوع الذى يلبسه الخليفة فى فتح الخليج. ويقول القلقشندى: «لعل هذه الولايات ولايات الولاة التى تدخل تحت حكمها الولايات الصغار، أو تكون هى التى استقرت فى آخر دولتهم، وإلا فقد رأيت فى تذكرة أبى الفضل الصورى، أحد كتاب الإنشاء أيام القاضى الفاضل، سجلات كثيرة لولاة الوجهين القبلى والبحرى». صبح الأعشى: ٤٩٧:٣ - ٤٩٨. والبدنة ثوب حريرى مرقوم بالذهب لا يلبسه الخليفة فى غير يوم فتح الخليج. نفس المصدر: ٥١٩:٣.
(٣) ودور الضرب والعيار، وربما جمع قضاء الديار المصرية وأجناد الشام وبلاد المغرب لقاض واحد وكتب له بها عهد واحد. صبح الأعشى: ٤٨٦:٣.
(٤) بدأ هذه الزيادة مسلمة بن مخلد الأنصارى فى سنة ثلاث وخمسين من الهجرة وهو يومئذ أمير مصر من قبل معاوية ابن أبى سفيان، وكانت الزيادة التى زادها فى الجانب البحرى منه، وزخرفه كذلك، ثم توالت الزيادات فيه بعد ذلك. نفس المصدر: ٣٤١:٣.
(٥) عبارة المقريزى فى المواعظ والاعتبار: ٤٠٣:١ أكثر دقة من عبارته هنا. يقول فى المواعظ: ويقدم له من الإصطبلات برسم ركوبه على الدوام بغلة شهباء وهو مخصوص بهذا اللون من البغال دون أرباب الدولة.
(٦) فى صبح الأعشى: ٤٨٦:٣: برادفتين من فضة، وفى المواعظ والاعتبار: ٤٠٣:١، وراءه دفتر فضة. والمثبت هنا أصحها جميعا.