للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مجلس معدّ ومعتاد. وصاحب هذا الدّيوان هو الّذى يتحدّث فى الإقطاعات، ويخلع عليه، وهو لاحق بديوان النّظر، ويجلس بالمرتبة والمسند والدّواة والحاجب (١).

والتّوقيع بالقلم الجليل يسمّى الخدمة الصّغرى، ولمتولّيها الطّراحة والمسند بغير حاجب، بل ويندب له فراش لترتيب ما يوقّع عليه، ولا يوقّع الخليفة عليه بيده إذا كان وزيره صاحب سيف إلاّ فى أربعة مواضع: إذا رفعت إليه قصّة وقّع عليها يعتمد ذلك إن شاء، أو كتب بجانبها الأيمن يوقع بذلك، فيخرج إلى صاحب ديوان المجلس دون غيره فيوقّع جليلا، ويدخل بها إلى الخليفة ثانيا فيضع علامته عليها. وكانت علامتهم كلهم «الحمد لله رب العالمين»؛ ثم يخرج بها فتثبت فى الدواوين. أو يوقّع فى مسامحة، أو تسويغ، أو تحبيس ما مثاله: قد أنعمنا بذلك، أو قد أمضينا ذلك. فإذا أراد الخليفة الاطلاع على شيء وقّع ليخرج الحال فى ذلك، فإذا خرج الحال عاد إليه ليعلّم عليه، فإن كان الوزير صاحب سيف وقّع الخليفة بخطّه: وزيرنا السّيد الأجلّ، واللّقب المعروف به، أمتعنا الله ببقائه، يتقدّم بإنجاز ذلك إن شاء الله. فيكتب الوزير تحت خطّه. يمتثل أمر مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه، ثم يثبت فى الدّواوين.

ولديوان الجيش مستوف مسلم له غيرة، ويجلس بطرّاحة لحركة العرض والحلى والشيات (٢).

وفى هذا الدّيوان خازنان برسم رفع الشواهد، فإذا عرض الجندى حلّى وذكرت صفات فرسه، ولا يثبت له إلاّ الفرس الجيّد، ولا يثبت له برذون ولا بغل، ويقف بين يدى هذا المستوفى نقباء الأجناد لإنهاء أمور الأجناد، وفسح للأجناد فى آخر الدّولة أن يقابض بعضهم بعضا.

وديوان الرّواتب فيه أسماء كلّ مرتزق فى الدّولة ضمن له جار وجراية، وكاتبه يجلس بطرّاحة وتحت يده عشرة كتّاب، وترد إليه التّعريفات من سائر الأعمال باستمرار ما هو مستمر ومباشرة من يستجدّ وموت من مات ليوجب استحقاقه.


(١) وكان يتولاه أحد كتاب الدولة ممن يكون مترشحا لأن يكون رأس الدواوين، ويسمى استيماره دفتر المجلس. نفس المصدر: ٤٩٤.
(٢) يقول القلقشندى: وإليه عرض الأجناد وذكر حلاهم وشيات خيولهم. نفس المصدر: ٤٩٢.