وحمل أبو جعفر مسلم بن عبيد الله الحسيني هديته، وهي: أحد عشر سفطا من متاع تونة وتنيس ودمياط.
وخيلا وبغالا.
وقال: كنت أشتهي أن يلبس منها المعز لدين الله ثوباً أو ينعم بالعمامة التي فيها، فما عمل لخليفة قط مثلها.
وأذن المعز لجماعة بالجلوس في مجلسه، وأطلق جماعة المعتقلين من الإخشيدية والكافورية الذين اعتقلهم جوهر، وعدتهم نحو الألف.
وقال للقاضي أبي طاهر: كم رأيت من خليفة؟ فقال: ما رأيت خليفة غير مولانا المعز لدين الله صلوات الله عليه.
فاستحسن ذلك منه على البديهة، مع علم المعز أن أبا طاهر رأى المعتضد، والمكتفي، والمقتدر، والقاهر، والراضي، والمتقي، والمستكفي، والمطيع؛ فشكره وأعجب بقوله.
وركب المعز يوم الفطر لصلاة العيد إلى مصلى القاهرة الذي بناه جوهر، وكان محمد بن أحمد بن الأدرع الحسيني قد بكر وجلس في المصلى تحت القبة، فجاء الخدم وأقاموه وأقعدوا موضعه أبا جعفر مسلم، وأقعدوه دونه، فكان أبو جعفر مسلم خلف المعز عن يمينه وهو يصلي.
وأقبل المعز في زيه وبنوده وقبابه، وصلى بالناس صلاة العيد صلاةً تامة طويلة، قرأ في الأولى بأم الكتاب، وهل أتاك حديث الغاشية؛ ثم كبر بعد القراءة، وركع فأطال، وسجد فأطال.