للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشمسة؛ وذكر أصحاب الجوهر ووجوه التجار أنه لا قيمة لما فيها، وأن شمسة بنى العباس كان أكثرها مصنوعا ومن شبه (١)، وأن مساحتها مثل ربع هذه.

وكذلك كانت شمسة كافور التى عملها لمولاه أونوجور بن الإخشيد، وكان يسير بها إلى الحرم جعفر بن محمد الموسوى، ثم ابنه أبو الحسين، ثم بعده ابنه مسلم، ثم أبو تراب بعد أخيه، إلى أن أخذها القائد جوهر من أبى تراب.

وأمر المعز للناس بالطعام فأكلوا.

وورد الخبر بوصول أسطول القرامطة إلى تنّيس فى البحر، فكانت بينهم وبين أهل تنّيس حرب انهزم فيها أصحاب القرامطة، وأخذ منهم عدة مراكب، وأسر طائفة منهم، وأن أسكر (؟) نهبت، فعظم ذلك [على] (٢) المعز، واشتد خوف الناس فى المقابر حتى كانوا يصلون على الجنائز ولا يتبعونها، ويمضى بها الحفارون؛ فأنكر المعز ذلك، وأمّن الناس.

ولثمانى عشرة من ذى الحجة، وهو يوم غدير خمّ (٣)، تجمّع خلق من أهل مصر والمغاربة للدعاء، فأعجب المعز ذلك، وكان هذا أول ما عمل عيد الغدير بمصر.

وقدم من تنّيس مائة وثلاثة وسبعون رجلا أسارى، وعدة رءوس، ومعهم أعلام القرامطة


(١) الأصل: «مصبوغا وشبه»، والتصحيح عن (ج).
(٢) ما بين الحاصرتين عن (ج).
(٣) نقل (المقريزى: الخطط، ج ٢، ص ٢٢٢ - ٢٢٣) نبأ الاحتفال بعيد الغدير فى عهد المعز عن ابن زولاق، هذا وخم موضع بين مكة والمدينة به غدير أو بطيحة، وحوله شجر كثير، ويقال ان الرسول لما عاد من مكة بعد حجة الوداع سنة ١٠ هـ نزل بغدير خم وآخى عليا بن أبى طالب، ثم قال «على منى كهارون من موسى، اللهم وال من والاه وعادى من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله»، ويعلق الشيعة على هذا الحديث أهمية كبرى اذ يعتبرونه بمثابة مبايعة علنية من الرسول قبيل وفاته لعلى بن أبى طالب.
انظر (دونلدسن: عقيدة الشيعة، الترجمة العربية، ص ٢٣ - ٢٦)، ويذكر المقريزى فى الصفحات المذكورة سابقا أن هذا العيد لم يكن «مشروعا ولا عمله أحد من سالف الأمة المقتدى بهم، وأول ما عرف فى الاسلام بالعراق أيام معز الدولة بن بويه، فانه أحدثه فى سنة ٣٥٢، فاتخذه الشيعة من حينئذ عيدا، وهو أبدا يوم الثامن عشر من ذى الحجة». وفى الصفحات السالف ذكرها من الخطط تفاصيل ممتعة عن مراسم الاحتفال بهذا العيد فى العصر الفاطمى، انظر كذلك: (معجم البلدان لياقوت).