للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كانت تحمل إليهم في كل سنة ثلاثمائة ألف دينار، فلما صارت عساكر المعز إلى مصر مع جوهر، وزالت الدولة الاخشيدية انقطع المال عن القرامطة، فسارت.... بعد أن بعثوا عرفاءهم لجمع العرب، فنزلوا الكوفة وراسلوا السلطان ببغداد، فأنفذ إليهم خزانة سلاح، وكتب لهم بأربعمائة ألف درهم على أبي تغلب بن ناصر الدولة بن حمدان، ورحلوا إلى الرحبة وعليها أبو تغلب فحمل إليهم العلوفة والمال الذي كتبا به لهم.

وجمع جعفر بن فلاح أصحابه واستعد لحربهم، فتفرق الناس عنه إلى مواضعهم، ولم يفكروا بالموكلين على الطرق، وكان رئيس القرامطة الحسن بن أحمد بن أبي سعيد الجنابي، فبعث إليه أبو تغلب يقول: هذا شيء أردت أن أسير أنا فيه بنفسي وأنا مقيم في هذا الموضع إلى أن يرد علي خبرك، فإن احتجت إلى مسيري سرت إليك.

ونادى في عسكره: من أراد المسير من الجند الإخشيدية وغيرهم إلى الشام مع الحسن بن أحمد فلا اعتراض لنا عليه؛ فقد أذنا له في المسير، والعسكران واحد.

فخرج إلى عسكر القرمطي جماعة من عسكر أبي تغلب، وفيهم كثي من الإخشيدية الذين كانوا بمصر، صاروا إليه لما دخل جوهر من مصر وفلسطين؛ وكان سبب هذا الفعل من أبي تغلب أن جعفر بن فلاح كان قد أنفذ إليه من طبرية داعيا يقال له أبو طالب التنوخي من أهل الرملة يقول له: إني سائر إليك فنقيم الدعوة، فقال له أبو تغلب وكان بالموصل: هذا ما لا يتم لأنا في دهليز بغداد، والعساكر قريبة منا، ولكن إذا قربت عساكركم من هذه الديار أمكن ما ذكرتم.

فانصرف من عنده على غير شيء.

وبلغ ذلك القرمطي فسره وزاده قوة، وسار عن الرحبة، فأشار أصحاب جعفر لما قارب

<<  <  ج: ص:  >  >>