وقال سبحانه وتعالى:" إِنَّ في خَلْقِ السّموّاتِ والأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْل والنَّهَارِ لآَيَاتٍ لأُولِى الأَلْبَابِ ".
وقوله جل وعز:" سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا في الآفَاقِ وفي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيْن لَهُمْ أنَّهُ الْحَقُّ ".
فإن اعتبر معتبر، وقام وتدبر ما في الأرض وما في الأقطار والآثار، وما في النفس من الصور المختلفات، والأعضاء المؤتلفات، والآيات والعلامات، والاتفاقات والاختراعات، والأجناس والأنواع، وما في كون الإبداع من الصور البشرية، والآثار العلوية، وما يشهد به حروف المعجم، والحساب المقوم، وما جمعته الفرائض والسنن، وما جمعته السنون من فصل وشهر ويوم، وتصنيف القرآن من تحزيبه وأسباعه، ومعانيه وأرباعه، وموضع الشرائع المتقدمة، والسنن المحكمة، وما جمعته كلمة الإخلاص في تقاطيعها وحروفها وفصولها، وما في الأرض من إقليم وجزيرة، وبر وبحر، وسهل وجبل، وطول وعرض، وفوق وتحت، إلى ما اتفق عليه في جميع الحروف من أسماء المدبرات السبعة النطقا، والأوصيا والخلفا، وما صدرت به الشرائع من فرض وسنة وحدوثة، وما في الحساب من أحاد وأفراد، وأزواج وأعداد، تثاليثه وترابيعه واثنى عشريته وتسابيعه، وأبواب العشرات والمئين والألوف، وكيف تجتمع وتشتمل على ما اجتمع عليه ما تقدم من شاهد عدل وقول صدق، وحكمة حكيم وترتيب عليم.