للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانوا قد أحاطوا به من كل جانب، فخشى على نفسه وانهزم، واتبعوه ودخلوا عسكره، فظفروا منه بنحو من ألف وخمسمائة رجل، فأخذوهم أسرى، وانتهبوا العسكر.

ولما كان لخمس بقين من شعبان أنفذ المعز أبا محمود إبراهيم بن جعفر إلى الشام خلف القرمطي في عسكر يقال مبلغه عشرون ألفا، فظفر في طريقه بجماعة من أصحاب القرمطي، فبعث بهم إلى مصر.

وسار الحسن بن أحمد القرمطي فنزل أذرعات، وأنفذ أبا الهيجا في طائفة إلى دمشق.

وبعث المعز إلى ظالم بن موهوب العقيلي لما بلغه ما وقع بينه وبين القرمطي، فاستماله ليكون عوناً على القرمطي، فسار يريد بعلبك، فوافاه الخبر بهزيمة القرمطي ونزول أبي الهيجا دمشق، فسار القرمطي ودخل البرية يريد بلده وفي نيته العود.

وكان للحسن بن أحمد القرمطي هذا شعر، فمنه في أصحاب المعز لدين الله:

زعمت رجال الغرب أنّى هبتها ... فدمى إذاً ما بينهم مطلول

يا مصر إن لم أسق أرضك من دمٍ ... يروى ثراك، فلا سقاك النيل

ولما كان في سنة خمس وسبعين وثلاثمائة ورد إسحق وجعفر الهجريان من القرامطة فملكا الكوفة، وخطبا لشرف الدولة، فانزعج الناس لذلك لما في النفوس من هيبتهم وبأسهم، وكان من الهيبة ما أن عضد الدولة بن بويه وبختيار أقطعاهم الكثير، وكان لهم ببغداد نائب يعرف بأبي بكر بن ساهويه يتحكم تحكم الوزراء، فقبض عليه صمصام الدولة بن عضد الدولة، فلما ورد القرامطة الكوفة كتب إليهما صمصام الدولة يتلطفهما ويسألهما عن سبب حركتهما،

<<  <  ج: ص:  >  >>