للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استانبول، فأرسلت أرجرهم العناية بتصوير هذه المخطوطة النادرة، فتفضلوا - مشكورين - بتحقيق الرجاء، وبعد وصول الفيلم صورت لنفسى نسخة كبيرة من هذه المخطوطة وعكفت منذ ذلك الوقت على قراءتها ودراستها، فتبين لى أنها تضم بين دفتيها ثروة علمية قيمة نادرة، لأنها النسخة الوحيدة الكاملة من هذا الكتاب فى العالم كله، ولأنها تشتمل على التاريخ الحقيقى لمصر والشرق الأدنى فى العصر الفاطمى.

ولا يمكن المقارنة - بأية حال من الأحوال - بين النشرتين السابقتين - نشرة بونز ونشرتى لهذا الكتاب - وبين نسخته الكاملة المخطوطة لا كما ولا كيفا، فإن مخطوطة جوتا التى اعتمدت عليها النشرتان تنتهى بدخول الخليفة الفاطمى الرابع المعز لدين الله مصر، أى أنها تحتوى على الجزء الذى يؤرخ لنشأة الدولة الفاطمية وقيامها فى المغرب فقط، أما الجزء الكبير والهام الذى يؤرخ للدولة الفاطمية مدى قرنين من الزمان منذ انتقالها إلى مصر حتى زوالها فلا وجود له فى هذا الجزء الصغير المنشور.

وبمقارنة هذا الجزء بالمخطوطة الكاملة تبين لى أنه يشغل ما يقابل ٣١ ورقة منها (أى ٦٢ صفحة) فى حين أن المخطوطة الكاملة تشتمل على ١٧٢ ورقة (٣٤٤ صفحة) أى أن ما نشر من الكتاب يساوى نحو السدس فقط من النص الكامل.

ويضاف إلى هذا أن النص الكامل الذى لم ينشر يتضمن تاريخا مفصلا وافيا وممتعا لخلفاء الفاطميين فى مصر، ولوزرائهم وقضاتهم وقواد جيشهم ورجال دولتهم، وبالكتاب كذلك معلومات قيمة نادرة عن الحياة العلمية والأدبية، وعن نظم الحكم وعلاقات مصر الخارجية فى العصر الفاطمى، كما أن به تفصيلات وافية عن الحركات الصليبية الأولى وموقف الفاطميين منها.

ويكفى للدلالة على قيمة هذه المخطوطة الكاملة وأهميتها أن أذكر أنها أوفى ما وصلنا عن تاريخ الدولة الفاطمية، وتؤيدنى فى رأيى هذا مقارنة بسيطة بين نص ابن تغرى بردى فى النجوم

<<  <  ج: ص:  >  >>