وكان مولده سنة تسع عشرة وثلاثمائة، أدرك من أيام المهدي جد أبيه أربع سنين، وتوفي القائم وللمعز ست عشرة سنة.
واجتمع للمعز بمصر ما لا يجتمع لآبائه، وذلك أنه حصل له بالمغرب أربعة وعشرون بيتاً من المال: منها أربعة عشر خلفها المهدي، ولم يخلف القائم عليها شيئاً، وخلف المنصور بيتاً واحداً وكسوة، وأضاف إليها المعز تسعة، فصارت أربعة وعشرين بيتاً، أنفق أكثرها على مصر إلى أن فتحت ودخلها، وحصل له من مال مصر أربعة بيوت سوى ما أنفقه وسوى ما قدم به معه.
واجتمع له أن خلفاءه بمصر استخرجوا له ما لم يستخرج لأحد بمصر، فاستخرج له في يوم واحد مائة ألف دينار وعشرون ألف دينار.
وهزمت القرامطة في أيامه أربع مرار: مرتين في البر على باب مصر، ومرتين في البحر، وما تم عليهم هذا قط منذ ظهر أمرهم.
وأقيمت له الدعوة يوم عرفة في مسجد إبراهيم عليه السلام وبمكة والمدينة وسائر أعمال الحرمين، ولم ترد له راية.
وسار ابن السميسق ملك الروم إلى ريان عبد المعز وهو بطرابلس فانهزم وأخذت غنائمه وأسر رجاله.
وكتب اسمه على الطرز بتنيس ودمياط والقيس والبهنسي قبل أن يملك مصر.
وتتابعت له الفتوح.
ودعى لفاطمة ولعلي عليهما السلام في أيامه على المنابر في سائر أعماله وفي كثير من أعمال العراق.
ونصبت الستائر على الكعبة وعليها اسمه.
ونصبت له المحاريب الذهب والفضة داخل الكعبة وعليها اسمه.