للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما خراسان فقدم إليها بالدعوة أبو عبد الله الخادم فأول ما ظهرت بنيسابور، فاستخلف عند موته أبا سعيد الشعرانى (١)، وصار منهم خلق كثير هناك من الرؤساء وأصحاب السلاح.

(٢) وانتشرت فى الرى (٢) من رجل يعرف بخلف (٣) الحلاج، وكان يحلج القطن، فصرف بها طائفة «الخلفية (٤)»، وهم خلق كثير، ومال إليهم قوم من الديلم وغيرهم، وكان منهم أسفار (٥) فلما قتل مرداويج أسفار عظمت شوكة القرامطة فى (٦) أيامه بالرى وأخذوا (٦) يقتلون الناس غيلة حتى أفنوا خلقا كثيرا.

ثم خرج مرداويج إلى جرجان لقتال نصر بن أحمد السامانى، فنفر (٧) عليهم وقتلهم مع صبيانهم ونسائهم حتى لم يبق منهم أحد، وصار بعضهم إلى مفلح - غلام ابن أبى الساج - فاستجاب له، ودخل فى دعوته (٨).

فلما كان فى سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة، وقد استعد الحسن بن عبيد الله بن طغج بالرملة لقتال من يرد عليه من قبل جوهر القائد، فورد (٩) عليه الخبر بأن القرامطة تقصده، ووافت (٩) الرملة فهزموا الحسن بن عبيد الله، ثم جرى بينهم صلح، وصاهر إليهم فى ذى الحجة منها، فأقام القرمطى بظاهر الرملة ثلاثين يوما ورحل.

وسار جعفر بن فلاح من مصر فهزم الحسن بن عبيد الله بن طغج، وقتل رجاله، وأخذه أسيرا، فسار إلى دمشق فنزل بظاهرها، فمنعه أهل البلد وقاتلوه قتالا شديدا؛ ثم إنه دخلها بعد حروب، وفرّ منه جماعة - منهم ظالم بن موهوب العقيلى، ومحمد بن عصودا - فلحقا بالأحساء إلى القرامطة، وحثوهم على المسير إلى الشام، فوقع ذلك منهم بالموافقة، لأن الإخشيدية


(١ و ٢) مكان هذا اللفظ فى (ج) بياض.
(٣) (ج): «بخلق».
(٤) (ج): «فعرف بها طاعته بالخلفية».
(٥) مكان هذا الاسم فى (ج) بياض
(٦) هذه الجملة غير موجودة فى (ج).
(٧) الأصل: «فيغر» و (ج) «فيعز»، وما اثبتناه قراءة ترجيحية.
(٨) (ج): «ودخل القرامطة الشام».
(٩) هذه الجملة لا وجود لها فى (ج)، وانما مكانها بياض.