للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مصر، وجمع من قدر عليه من العرب وغيرهم، وتأهّب للمسير إلى مصر، هذا بعد أن كان القوامطة أولا يمخرقون بالمهدى، ويوهمون أنه صاحب المغرب، وأن دعوتهم إليه، ويراسلون الإمام المنصور إسماعيل بن محمد القائم بن عبيد الله المهدى، ويخرجون إلى أكابر أصحابهم أنهم من أصحابه إلى أن افتضح كذبهم بمحاربة القائد جوهر لهم، وقتله كثيرا منهم، وكسره القبة التى كانت لهم.

فلما نزل المعز لدين الله القاهرة عند ما قدم من المغرب وقد تيقن أخبار القرامطة كتب إلى الحسن بن أحمد القرمطى كتابا عنوانه:

«من عبد الله ووليّه، وخيرته وصفيه، معد أبى تميم المعز لدين الله، أمير المؤمنين، وسلالة خير النبيين، ونجل على أفضل الوصيين إلى الحسن بن أحمد»:

رسوم النطقاء، ومذاهب الأئمة والأنبياء، ومسالك الرسل والأوصياء، السالف والآنف منا، صلوات الله علينا وعلى آبائنا، أولى الأيدى والأبصار، فى متقدم الدهور والأكوار، وسالف الأزمان والأعصار، عند قيامهم بأحكام الله، وانتصابهم لأمر الله، الابتداء بالإعذار، والانتهاء بالإنذار، قبل إنفاذ الأقدار، فى أهل الشقاق والإصار لتكون الحجة على من خالف وعصى، والعقوبة على من باين وغوى، حسب ما قال الله جلّ وعزّ:

«وَما كُنّا مُعَذِّبِينَ حَتّى نَبْعَثَ رَسُولاً» (١).

و «وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاّ خَلا فِيها نَذِيرٌ» (٢).

وقوله سبحانه: «قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اِتَّبَعَنِي، وَ سُبْحانَ اللهِ وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ» (٣).


(١) الآية ١٥، السورة ١٧ (الاسراء)
(٢) الآية ٢٤، السورة ٣٥ (فاطر)
(٣) الآية ١٠٨، السورة ١٢ (يوسف).