وجلس العزيز عند المصلى وعلى رأسه المظلة، وسارت العساكر بين يديه قبيلة قبيلة، وعرضت عليه الخيول والرجال على الرسم في كل سنة.
وحضر الفقهاء وغيرهم في رجب بجامع القاهرة في ليالي الجمع، وفي ليلة النصف على العادة.
وفي تاسع عشر شعبان ركب العزيز فوقف على فرسه تحت شراع نصب له، ومرت العساكر بالخيل والجواشن والخوذ، فمروا قائداً قائداً، كل واحد بعسكره في حجابه وشاكريته وبنوده، وكانوا مائة وستين قائدا، فيهم من عسكره ثلاثة آلاف إلى ألفين، وكان الغرض بهذا العرض أن يرى رسول منصور بن زيرى العساكر.
واستعفى جعفر بن الفرات من النظر في الأموال، فأعفى وحوسب، وضمن عدة من الكتاب القيام بوجوه الأموال، وألزم ابن الفرات بمال.
وخطب العزيز في رمضان بجامعه، وصلى بالناس صلاة الجمعة، ومعه ابنه منصور، فجعلت المظلة على الأمير منصور بن العزيز، وصار العزيز بغير مظلة، وصلى أيضاً صلاة عيد الفطر، ومعه ابنه على الرسم.
وسارت قافلة الحاج للنصف من ذي القعدة بالكسوة للكعبة والصلات، فخرج حاج كبير، وخرج معهم ثلاثة آلاف وخمسمائة مقاتل، وبلغت النفقة على الكسوة والصلات ثلاثمائة ألف دينار.
ووصل البقط من النوبة إلى العادة، ومعهم فيل وزرافة.