وفيها كثر بخس الباعة في البيع من المكاييل والموازين، فكتب سجل في الأسواق بالنهي عن ذلك، وخوفوا بأن من وجدت عنده صنجة أو كيل أو ميزان بعد ثلاث وفيها عيب حلت به العقوبة، كائناً من كان من ساكن في عقار الدواوين الخاصة والأملاك أو في رباع أحد من خواص الدولة، أو ظهر عليه بأنه بخس الناس أو غش.
وحمل سماط العيد، وخطب العزيز بالمصلى بعد ما صلى صلاة عيد النحر بزيه، وفرق الضحايا ونحر.
وخرج على جعفر بن الفرات خراج ضياعه بالشام مبلغ خمسة وخمسون ألف دينار، فألزم بذلك، وتسلمت ضياعه المذكورة حتى استوفى ذلك منها، فأصابه عنت عظيم.
وعمل عيد الغدير على العادة.
وفي هذه السنة كسفت الشمس بأجمعها في سلخ جمادى الآخرة، فأظلمت الدنيا وظهرت النجوم حتى لم ير الإنسان كفه، ثم انجلى الكسوف آخر النهار.
وفيها حمل من تنيس صبي يعرف بحسين بن عمر إلى القاهرة لم يبل قط، فاعتبر حاله بها فكان كذلك، وسقي أدوية مدرة للبول فلم يبل، فأحسن غليه، وأعيد إلى تنيس، وأقام بها مدةً حتى مات.