للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان الماء فى المقياس خمسة (١) أذرع وثلاثا وعشرين إصبعا، وبلغ خمسة عشر ذراعا (٢) وتسعة عشر (٣) إصبعا.

وأما بلاد المغرب فإن الأمير أبا الفتوح يوسف بن زيرى كتب إلى العزيز فى سنة سبع وستين يسأله فى طرابلس وسرت وأجدابيه، وكان عليها عبد الله بن خلف، فأنعم له بها، فرحل عنها عبد الله، وتسلمها (٤) أبو الفتوح.

وفى سنة ثمان كتب أبو طالب أحمد بن أبى القاسم محمد بن أبى المنهال - قاضى المنصورية - إلى العزيز يسأله فى القدوم، فأجابه إلى ذلك، فسار بأهله وأولاده فى آخر شوّال، وقدم القاهرة، فأجرى له العزيز فى كلّ سنة ألف دينار.

وكتب أبو الفتوح إلى العزيز يشاوره من يولّى القضاء؟ فكتب إليه:

«قد رددت هذا الأمر إليك، فولّ من شئت».

فاختار محمد بن إسحاق الكوفى، وولاّه آخر ذى الحجة سنة ثمان وستين، وكتب إلى العزيز يخبره بذلك، فأجاز فعله، وبعث إليه سجلاّ بالقضاء (٥).

وفى يوم الاثنين لخمس خلون من جمادى الآخرة سنة خمس وستين سيّر الأمير أبو الفتوح الهدية من رقادة، ومعها المال مع محمد بن صالح - صاحب بيت المال -، وعيسى بن خلف المرصدى، وقائد المهدية زروال بن نصر، فقدموا إلى القاهرة والعزيز آخذ فى حركة السير لحرب هفتكين، فأمر برد المال الذى أحضره الأمير زيرى مع الهدية، وذلك أن عبد الله بن محمد الكاتب لما وصل إليه السجلّ من العزيز بموت أبيه المعز وقيامه بعده فى الخلافة، قرأه على الناس بالمنصورية من القيروان، وفرّق ما بعثه العزيز من الدنانير والدراهم التى ضربت باسمه على رجال الدولة، ثم بسط رداءه، وألقى فيه دنانير، وقال:


(١) الأصل: «خمس» و «ثلاث».
(٢) الأصل: «خمس عشرة».
(٣) الأصل: «تسع عشرة».
(٤) الأصل: «وسلمها».
(٥) لاحظ أن الخليفة الفاطمى كان يصدر السجلات من القاهرة بتعيين القضاة فى المغرب