للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(*) وأما المغرب فإنّ العزيز بالله بعث فى سنة ست وسبعين أبا الفهم حسن - الداعى الخراسانى - إلى القيروان، فأكرم إكراما كثيرا، ثم توجّه إلى بلاد كتامة، فدعاهم، وعظم عندهم، حتى ضرب السكّة، وركب فى عساكر عظيمة.

ثم بعث العزيز فى سنة سبع وسبعين أبا العزم ومحمد بن ميمون الوزّان، فلقيا الأمير أبا الفتح منصور بن يوسف بن زيرى، فسبّهما وأهانهما لسبب ما فعله أبو الفهم، ووكل بهما، ثم خرج وهما معه فى طلب أبى الفهم، حتى أخذه وقتله شرّ قتلة، وأخذه العبيد فشرّحوا لحمه وأكلوه كلّه، وأمر أبا العزم ورفيقه أن يمضيا إلى مصر، ويخبرا العزيز بما شاهداه، فقدما عليه وقالا: «رأينا شيئا … (١) … » (٢).

ومن خط ابن الصيرفى (٣): كان رجل من التجار الغرباء ينزل فى قيسارية الإخشيد التى


(*) هذا النص والنص الذى يليه وردا فى المخطوطة بعيدا عن المتن، وقد أثبتناهما هنا فى المتن لأنهما يحتويان على بعض حوادث سنتى ٣٧٦ و ٣٧٧، وقد أثبت النص الأول المتضمن حوادث سنة ٣٧٦ على هامش ص ٤٥ أ، أما النص الثانى المتضمن حوادث سنة ٣٧٧ فقد أثبت فى ورقة منفصلة بين صفحتى ٤٤ ب و ٤٥ أوقدم الناسخ للنص الأول بقوله: «وورد بخطه فى هذا المحل»، وقدم للنص الثانى بقوله: «فى الأصل المنقول منه بخطه» - أى بخط المؤلف -
(١) تتمة الجملة غير مقروءة فى الأصل.
(٢) الى هنا ينتهى النص الأول.
(٣) ابن الصيرفى هو تاج الرئاسة أمين الدين أبو القاسم على بن منجب بن سليمان الشهير بابن الصيرفى، كان أبوه صيرفيا، واشتهى هو الكتابة فمهر فيها، واشتغل بكتابة الجيش والخراج مدة، ثم استخدمه الأفضل شاهنشاه بن بدر الجمالى فى ديوان المكاتبات فى سنة ٤٩٥ هـ فى عهد الخليفة الآمر، وظل يعمل فى هذا الديوان نحو نصف قرن من الزمان الى أن توفى فى سنة ٥٤٢ هـ فى أواخر عهد الخليفة الحافظ، وقد ترجم له المقريزى فى كتابه هذا (اتعاظ الحنفاء ص ١٤١ أ) فى حوادث سنة ٥٤٢، قال: «وفيها مات الشيخ تاج الرئاسة -