الاستقصاء على هذه القصة، فأوثق الناس إلى أن تنكشف، فينتقم من فاعلها، وتبرأ إلى الله تعالى منه
فليعمل الوزير - سلمه الله - فى ذلك عملا يأجره الله عليها ونشكره، ولا يتوانى عنه، ليس ما نغسله عن أنفسنا بانكشاف هذه القصة قليلا عند الله - جلّ وعلا -، وعند عبيده من بعد.
وأنا أقسم على الوزير بحياتى ألا يتوانى عن هذا الأمر، وليسرع بالفراغ منه، وخلاص هؤلاء الرجال المساكين من مدّ يد من يطلب أموالهم وأنفسهم ظلما وعدوانا، والشّرط والولاية قد صارت إرثا، فلينظر الوزير - سلّمه الله - أن يولى الشرطتين إنسانين يخافان الله ﷿ ويتقيانه، فلا جمع الله ما لهما، ولا ما يجئ منهما بتقلد، فقدّم ما أمرناك به فى الوجوه، وأظهره فى الناس لتطيب أنفسهم، وليعلموا أنا لا نغفل عن شيء يبلغنا لله فيه رضى، ولهم فيه صيانة.
والله حسبى، وعليه توكلى.
«والسلام على الوزير ورحمة الله».
قال [ابن الصيرفى]: «فنسخ أهل مصر كافة هذا التوقيع، وصار الصبيان فى المكاتب يعلّمونه كما يعلّمون الحمد».