للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى رجب كان عيد الصليب (١)، فمنع العزيز من الخروج إلى بنى وائل، وضبط الطرقات والدروب، فإنه كان يظهر فيه من المنكرات والفسوق ما يتجاوز الوصف.

وبعث العزيز إلى منجوتكين إنعاما بمائة ألف دينار، وكان المهرجان، فسيّر إليه أيضا هدايا، وأهدى خواص الدولة إلى العزيز فى المهرجان.

وفى ليلة النصف من شعبان كان الاجتماع بجامع القاهرة.

وفى رمضان صلى العزيز الجمعة وخطب بجامعه، وعليه طيلسان وبيده القضيب، وفى رجله الحذاء، وصلى أيضا بجامع القاهرة وخطب.

واعتلّ منصور بن العزيز، فتصدّق العزيز على الفقراء بعشرة آلاف دينار، وحمل السماط للعيد على العادة.

وصلى العزيز صلاة عيد الفطر، وخطب على رسمه.

وأهدت إليه امرأة من البلدة سبعا قد ربّته، فكانت ترضعه ولا يصرعها، وهو فى قدر الكبش الكبير.

وسارت قافلة الحاج فى رابع عشر ذى القعدة بكسوة الكعبة والصلات.

واعتلّ القائد جوهر، فركب العزيز إليه، وبعث له خمسة آلاف دينار، ومزينة بمثقل، وبعث إليه منصور بن العزيز خمسة آلاف دينار؛ وتوفى لسبع بقين من ذى القعدة، فكفّن فى سبعين ثوبا ما بين مثقل ووشى مذهّب، وصلّى عليه العزيز؛ وخلع على ابنه الحسين، وجعله فى رتبة أبيه، ولقّبه القائد ابن القائد، ولم يعرض لشيء مما تركه.

ومن بديع توقيعات القائد جوهر ما حكاه أبو حيان التوحيدى فى كتاب «بصائر القدماء» قال:

«كتب جوهر عبد الفاطمى بمصر موقعا فى قصّة (٢) رفعها أهلها إليه:


(١) كان يحتفل به عادة فى اليوم السابع عشر من شهر توت. انظر حديثا مفصلا عنه فى: «المقريزى: الخطط، ج ٢، ص ٢٨ - ٣٠».
(٢) القصة هى الشكوى، وهذا مثل طيب للتواقيع فى العصر الفاطمى.