عليلا بالنقرس والقولنج؛ وكان برجوان، على كلالته يعوده إذا مرض فمن دونه. وكان يكاتب بقاضي القضاة. وعلت منزلته حتى جاز حد القضاة، وكانت النعمة تليق به؛ وعم إحسانه سائر أصحابه وأتباعه. وكان حسن الخلق، ندي الوجه، فاخر الزي يلبس الدراعة والعمامة بغير طيلسان، كثير الاستعمال للطيب والبخور في مجلسه؛ وإن أعطى أعطى كثيرا وافرا.
ولما مرض رأى كأن الحق تعالى نزل من السماء، فلما بلغ باب داره مات؛ فقال له ابن قديد عابر الرؤيا موت الحق إبطاله، والله هو الحق، ولا يزال الحق حيا حتى يصير إلى بابك فيموت، فمات هو بعد ذلك بقليل.
ومن شعره:
أيا مشبه البدر بدر السماء ... لسبعٍ وخمسٍ مضت واثنتين
ويا كامل الحسن في نعته ... شغلت فؤادي وأنهرت عيني
فهل لي من مطمع أرتجيه ... وإلا انصرفت بخفّى حنين
ويشمت بي شامت في هواك ... صفر اليديين
فإمّا مننت وإمّا قتلت ... فأنت القدير على الحالتين