للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والولد ومعي ما يكفيني ويكفي عقب عقبي؛ ولكن الرجال الذين معي رجال مولانا، وهو يحسن إليهم على ما يراه.

وأهدى إلى الحاكم مائة ألف دينار ومائة ألف درهم، ونيفا وخمسين حملا من البز والطرف، وثمانين فرسا منها أربعون بسرجها ولجمها؛ وأربعين بغلا؛ وخمسين بختيا بأكوارها؛ ومائتي جمل. فخلع عليه وعلى من حضر من أولاده، وسار إلى دار قد أعدت له فيها خمس وثلاثون حجرة، في كل حجرة آلاتها وفرشها؛ فبلغت النفقة على هذه الدار خمسة آلاف دينار.

وفي يوم عيد الفطر صلى الحاكم بالناس بالمصلى، وخطب على رسمه، وأصعد ابن النعمان وعدة من القواد معه المنبر، فجلس على الدرج.

ولخمس خلون من شوال أذن لابن عمار في الركوب إلى القصر، فركب ونزل حيث ينزل سائر الناس، وواصل الركوب إلى الرابع عشر منه، فأحضر عشية إلى القصر، فجلس إلى بعد العشاء الآخرة ثم أذن له في الانصراف؛ فلما انصرف ابتدره جماعة من الأتراك قد أوقفوا لقتله، فقتلوه واحتزوا رأسه ودفنوه هنالك، ثم نقل إلى تربته بالقرافة؛ فكانت مدة حياته بعد عزله ثلاث سنين وشهراً واحداً وثمانية عشر يوما.

وسارت قافلة الحاج لاثنتي عشرة خلت من ذي القعدة. وعزل خود عن الشرطة السفلى، وجمعت الشرطتان لمسعود الصقلبي، فنزل بالخلع والطبول والبنود إلى الجامع العتيق حتى قرئ سجله على المنبر.

<<  <  ج: ص:  >  >>