للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المحملة للعزيز ولوجوه خاصته فكانت ثلاثين ألفا، سوى ما هو مع وجوه الدولة، وحملت الخزانة السائرة على عشرين جملا (١) سوى خزائن الوجوه والخاصة، وكان معه من المال خمسة آلاف حمل، على كل جمل صندوقان كبيران مملوءان مالا، وألف وثمانمائة بختية وبختى، على كل واحد صندوقان فى كل منهما مثل ما فى الصندوقين المحمولين على الجمل.

وخرج خلق من التجار ووجوه الرعية مرتين إلى العزيز يسألونه المقام، وأن لا يخرج من مصر ويسيّر العساكر، فشكرهم، وقال:

«إنما أسير لنصرة الإسلام والذبّ عن بلدانه، وصيانة أهله».

فقدم رسول ملك الروم يخبر بوصوله إلى بلده، ويعتذر عن مسيره، ويسأل الهدنة، فأجيب إلى الصلح.

وورد كتاب ابن حمدان يسأل فيه العفو وأن يقرّ على عمله، فأجيب بالعفو عنه، وخلع على رسوله، وحمل.

ونودى فى رمضان بالقاهرة ومصر:

«من كان من أهل السلاح فليخرج ليأخذ الرزق الكثير».

وأنفذت العساكر لحفظ الأطراف.

وسيّر إلى الإسكندرية والصعيد بالعساكر.

وصلّى منصور بن العزيز بالناس صلاة عيد الفطر، وخطب بمنا جعفر على رسم أبيه وزيه، وعليه المظلة والجوهر.

وفى نصف شوال ماتت أم ولد العزيز وزوجته بمنا جعفر (٢) فحملت إلى القصر، وصلى عليها العزيز، وكفنها بما مبلغه عشرة آلاف دينار، وأخذت الغاسلة ما كان تحتها من الفرش وعليها


(١) الاصل: «عشرين الف جمل» وهو غير معقول، والتصحيح عن المرجع السابق.
(٢) كذا فى الأصل، وعند (ابن ميسر، ص ٥٠): «بالمخيم فى منى جعفر».