وفيه اشتد الطلب على الركابية المستخدمين في الركاب بعد أن قتل منهم في يومين أكثر من خمسين نفسا فتغيبوا؛ وامتنع أحد من الناس أن يمشي بين يديه غلام أو شاكري، فكانت القواد ومن جرى رسمه أن يكونوا بين يديه يسيرون وحدهم، وإذا نزل أحدهم للسلام أمسك خادمه الدابة؛ ثم عفى عنهم وكتب لهم أمان. وكتب لعدة من الناس عدة أمانات.
وفيه منع كل أحد ممن يركب أن يدخل من باب القاهرة راكبا؛ ومنع المكاريون أن يدخلوا بحميرهم؛ ومنع الناس من الجلوس على باب الزهومة من التجار وغيرهم؛ ومنع كل أحد أن يمشي ملاصق القصر من باب الزهومة إلى باب الزمرد. ثم أذن للمكاريين في الدخول وكتب لهم أمان. وتخوف الناس، فخرج أهل الأسواق على طبقاتهم، كل طائفة تسأل كتابة أمان، فكتب ما ينيف عن المائة أمان لأهل الأسواق خاصة، قرئت كلها في القصر ودفعت لأربابها، وكلها على نسخة واحدة. وهي بعد البسملة: هذا كتاب من عبد الله ووليه المنصور أبي علي الإمام الحاكم بأمر الله أمير المؤمنين، لأهل مشهد عبد الله إنكم من الآمنين بأمان الله الملك الحق المبين، وأمان سيدنا محمد خاتم النبيين، وأبينا علي خير الوصيين، وذرية النبوة المهديين آبائنا، صلى الله على الرسول ووصيه وعليهم أجمعين. وأمان أمير المؤمنين على النفس والأهل والدم والمال. لا خوف عليكم، ولا تهديد بسوء إليكم، إلا في حد يقام بواجبه، وحق يوجد لمستوجبه. فليوثق