وأربعة عشر سفطا فيها أنواع الثياب. وسار إلى الجيزة، وأكمل لكل واحد من العساكر السائرة خمسون دينارا. ونزلت إليه خزانة السلاح.
وورد الخبر بنهب الفيوم؛ فجهزت إليها سرية، فأوقعوا بأصحاب أبي ركوة وبعثوا إلى القاهرة بعدة رؤوس طيف بها.
وسار القائد فضل من الجيزة في رابع ذي القعدة والغلاء بالعسكر، فبيعت الويبة من الشعير بخمسة دراهم والخبز ثلاثة أرطال بدرهم.
وأقام على بن فلاح في مضاربه بالجيزة، وحمل إليه خيمة وخمسة أفراس بمراكبها، وسيف، وألفا دينار وثلاثون ثوبا، فأنفق في أصحابه.
فلما كان في ثامن عشر ذي القعدة وقع في الناس خوف في الليل وضجيج، فنزلت العساكر طائفة بعد طائفة، والناس جلوس في الشوارع وعلى أبواب الدور ليلهم كله، يبتهلون بالدعاء بالنصر، فلحقت هذه العساكر بابن فلاح وهو بالجيزة؛ فسير عسكراً إلى الفيوم، وأقام على خوف ووجل. فبلغ أبا ركوة إقامة علي بن فلاح بالجيزة، فأسرع إليه وكبس عسكره ونهب سواده؛ وأخذت خزائن السلاح؛ ووقع القتال الشديد فقتل خلق كثير من أصحابه وجرح خلق لا يحصى. ولما نزلت خزائن السلاح من عند الحاكم مع قائد القواد، وعظم البكاء والضجيج على شاطىء النيل لكثرة القتلى في العسكر، منع ابن فلاح من حمل الموتى إلى مصر، وأمر بدفنهم في الجيزة. وافتقد كثير من العسكر فلم يعلم لهم خبر، ولم يسلم من العسكر إلا القليل؛ فغلقت الأسواق، وجلس الناس بالشوارع