ومنع كل أحد من الناس أن يخرج من منزله قبل صلاة الصبح وبعد صلاة العشاء، واشتد الأمر في هذا، واعتقل جماعة خالفوا ما أمر به.
وقرئ سجل بترك الخوض فيما لا عيني، والاشتغال بالصلوات في أوقاتها، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وألا يخوض أحد في أحوال السلطان وأوامره وأسرار الملك.
وقرئ سجل في ربيع الأول بالمنع من حمل النبيذ والموز، وحذر من التظاهر بشيء منه أو من الفقاع، والدلينس، والسمك الذي لا قشر له، والترمس المعفن.
وقرئ آخر في سائر الجوامع بتسكين قلوب الناس وتطمينهم، لكثرة ما اشتهر عندهم وداخلهم من الخوف بما يجري من أوامر الحضرة في البلد.
وفي حادي عشر جمادى الآخرة قبض على عبد العزيز بن النعمان؛ وطلب حسين بن جوهر ففر هو وابناه وجماعة. وكثر الصياح في دار عبد العزيز؛ وغلقت حوانيت القاهرة وأسواقها. فأفرج عن عبد العزيز ونودي في القاهرة بألا يغلق أحد. ثم رد حسين بعد ثلاثة أيام بابنيه، وصاروا إلى الحاكم فأمرهم بالانصراف إلى دورهم؛ وخلع عليه وعلى عبد العزيز وعلى أولادهما، وكتب لهما أمانان.
وفي رجب كثرت الأمراض في الناس، وفشا الموت. وتخوف الناس من الحاكم فكتب عدة أمانات لأناس شتى. وأقطع مالك بن سعيد ناحية برنشت.