وفي رمضان قرئ سجل فيه يصوم الصائمون على حسابهم ويفطرون، ولا يعارض أهل الرؤية فيما هم عليه صائمون، ويفطرون؛ وصلاة الخمسين للذين بما جاءهم فيها يصلون وصلاة الضحى وصلاة التراويح لا مانع لهم منها ولاهم عنها يدفعون؛ ويخمس في التكبير على الجنائز المخمسون، ولا يمنع من التربيع عليها المربعون؛ يؤذن بحي على خير العمل المؤذنون، ولا يؤذى من بها لا يؤذنون؛ لا يسب أحد من السلف، ولا يحتسب على الواصف فيهم بما يصف، والحالف منهم بما حلف؛ لكل مسلم مجتهد في دينه اجتهاد.
وفيه ركب سائر العرائف والأولياء وأكثر أهل البلد إلى القصر وقد عظمت الزحمة، واصطفت العساكر حول القصر بالسلاح، ولم يعرف أحد ما هذا الاجتماع؛ فخرج صالح ابن علي بالخلع على فرس بسرج ولجام ذهب، وبين يديه فرسان وسفط ثياب، وسجل يتضمن أنه لقب بثقة ثقات السيف والقلم.
وأعيد عبد العزيز بن النعمان إلى النظر في المظالم.
وتزايدت الأمراض وكثر موت الناس، وعزت الأدوية؛ فبلغ السكر أربعة دراهم للرطل، وبذر الرمان كل أوقية بدرهم، ودهن البنفسج كل أوقية بدينار، والعناب والإجاص كل أوقيتين بدرهم وباقة لينوفر بدينار، والبطيخة بثلاثة دنانير.