للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخلع على أبى الحسن يانس الخادم الصقلبى وحمل على فرسين، وقال: يتولى القصور.

وفى أول شوال فرش على سرير الذّهب فى الإيوان مرتبة نسيج فضة، وخرج الحاكم على فرس أدهم بمعمّمة الجوهر وقد تقلّد السيف، وفى ركابه الايمن حسين بن عبد الرحمن الرابض، وفى ركابه الأيسر برجوان، والنّاس قيام؛ فقبلوا له الأرض، ودعوا. فقال ابن عمار للقاضى محمد بن النّعمان: مولانا يأمرك بالخروج إلى المصلّى للصّلاة بالناس وإقامة الدعوة لأمير المؤمنين. فنهض قائما، وقلّده برجوان بسيف محلّى بذهب من سيوف العزيز، ومضى فصلّى وأقام الدعوة، ثم قدم.

ونصب السّرير الذهب فى صفّة الإيوان، ونصب السّماط (١) الفضّة؛ وخرج الحاكم من القصر، وكان قد دخل إليه، وهو على فرس أشقر، فجلس على السماط، وحضر من له رسم، فأكلوا وانصرفوا.

وفى ثالثه خلع على ابن عمّار، وقلّد بسيف من سيوف العزيز، وحمل على فرس بسرج ذهب، وكناه الحاكم، ولقّبه بأمين الدولة (٢) وقال له: أنت أمينى على دولتى ورجالى.

وقاد بين الخيل، وعمل خمسين ثوبا ملونة من البزّ الرفيع. ومضى فى موكب عظيم إلى داره.

وكتب سجل من إنشاء أبى منصور بن سورين (٣) وبخطّه، قرأه القاضى محمّد بن النعمان (٤)


(١) أما سماط الطعام فيعقد مرتين فى عيد الفطر ومرة واحدة فى عيد النحر ويصفه صاحب النجوم الزاهرة: ٤: ٩٧ - ٩٨ فيقول ما بعضه: طوله ثلاثمائة ذراع وعرضه سبعة ويعبى بأنواع المآكل فى الليل .. ويحط فى وسط السماط واحد وعشرون خروفا، ومن الدجاج ثلاثمائة وخمسون طائرا، ومن الفراريج مثلها، ومن فراخ الحمام مثلها. ويمكن الناس منه فيحتملون وينهبون مالا يأكلونه، ويبيعونه ويدخرونه.
(٢) يقول النويرى وهو أول من لقب من رجالهم - رجال الفاطميين - وذكر المقريزى ذلك أيضا فى الخطط: ٣٦:٢ ويقول صاحب النجوم الزاهرة: ١٢٢:٤: «وهو أول من تلقب من المغاربة وكان شيخ كتامة وسيدها».
(٣) وهو أبو منصور بشر بن عبد الله بن سورين الكاتب النصرانى. الخطط: ١٤:٢.
(٤) وكان القاضى أحد اثنين حضرا وصاية العزيز بالله بولاية العهد لولده، وثانيهما أمين الدولة أبو محمد الحسن بن عمار. النجوم الزاهرة: ١٢٢:٤؛ الخطط: ٣٦:٢. وقد أقام القضاء فى أسرة بنى النعمان فترة طويلة بدأت أيام المعز لدين الله.