وفي رابع عشريه ركب الظاهر إلى طرف الخندق وعاد؛ ثم ركب من الغد إلى مسجد تبر وعاد.
شهر جمادى الآخرة؛ أوله الأحد. فيه جلس الظاهر للناس للسلام عليه، فدخلوا على رسومهم، فسلموا وانصرفوا. وفي رابعه ركب إلى مسجد تبر في عساكره، وعاد، فطلب الببغاء من الطيور فحمل إليهم منها شيء كثير، فابتاع ما أحب بأوفر الأثمان. وفي ثامنه جلس للسلام، فدخل الناس فسلموا وانصرفوا؛ ثم ركب إلى المشتهى. وركب في ثاني عشره إلى مسجد تبر في مواكبه، فلقيه عند سقاية ريدان خادم أسود يقال له عنبر، كان مقربا للحاكم بأمر الله، كثر كلامه فطردته السيدة، فقال: يا أمير المؤمنين خذ لنفسك، فوحق ما في هذا المصحف وأخرج مصحفا إن أباك باق، وبعد قليل يجيء إلى قصره، وقد نصحتك. فقبض عليه واعتقل، وقيل إنه اختل عقله.
وفيه قرر الشريف الكبير أبو طالب الحسني العجمي القزويني والشيخ نجيب الدولة أبو القاسم علي بن أحمد الجرجرائي والشيخ العميد محسن بن بدواس مع القائد الأجل معضاد أن يكون دخولهم على الظاهر الأخير في كل خلوة، وأنهم يكفونه أمر الاهتمام بالدولة ليتوفر على لذاته، وينفردوا بالتدبير. واستقر أمر الثلاثة على الدخول في كل يوم على الانفراد وألا يستدعي معهم أحد. وصار شمس الملك مسعود بن طاهر الوزان، ومظفر صاحب المظلة، وولى الدولة ابن خيران، وداعي الدعاة، ونقيب نقباء الطالبيين، وقاضي القضاة ربما دخلوا في كل عشرين يوما مرة، وهؤلاء الثلاثة الذين يقضون ويمضون ويشيرون ويفعلون في أمر الدولة ما يرونه، مع اجتماعهم بمعضاد دون كل أحد.
وفي سابع عشره ركب الظاهر في العساكر ورجال الدولة بأحسن زي وأكمل عدة، وركب عبيد الدولة بالآلات والسلاح والطريقة الحسنة والعدة الكاملة. وشق شارع مصر