للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بو شنوده مال جزيل من مصاغ وثياب وغيره. وتتابع هدم الكنائس؛ وكتب إلى الأعمال بهدمها فهدمت.

وأشيع سير أبى الفتوح أمير مكة من الرّملة إلى الحجاز، وكان قد قدم إليها فبايعه ابن الجراح ولقبه بالراشد بالله أمير المؤمنين، ودعا له بالرّملة (١).

وفى جمادى الأولى لقّب الحسين بن طاهر الوزان بأمين الأمناء وكتب له سجل بذلك.

وظهر لحسين بن جوهر مال عظيم، فأنعم به الحاكم على ورثته ولم يعرض لشيء منه.

وفى ذلك الحين كان وصول أبى الفتوح إلى مكّة وإقامته الدعوة للحاكم بها، وضربت السكّة باسمه. وابتدأ مالك بن سعيد بعمل رصد (٢) فلم يتمّ.

وفى جمادى الآخرة اشتد الإنكار بسبب الفقاع والزبيب والسمك. وقبض على جماعة فاعتقلوا وأمر بضرب أعناقهم، ثم أطلقوا. وتشدّد فى [منع] (٣) ذبح الابقار السالمة من العيب ومنع النساء من الغناء والنشيد. وأقطعت الكنائس والدّيارات بنواحى بمصر لكلّ من التمسها.


(١) وكان أبو القاسم الوزير المغربى الذى خرج على الحاكم «قد خطب الجمعة التى بويع فيها لأبى الفتوح بالخلافة، وافتتح الخطبة بالآيات الأولى من سورة القصص: «طسم تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ * نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسى وَ فِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ … » الآيات وأشار إلى مصر، يعنى الحاكم بأمر الله. وسبب عودة أبى الفتوح إلى مكة أن الحاكم لجأ إلى مفاوضة بنى الجراح بعد أن فشل فى محاربتهم، فأدرك أبو الفتوح أنه لا مقام له إذا تم الصلح فادعى أن أخاه قد ثار بمكة وأن واجبه يدعوه إلى العودة إليها لإخماد الثورة. انظر تفصيل ذلك فى نهاية الأرب.
(٢) الرصد مكان مرتفع يطل من غربيه على راشدة ومن قبليه على بركة الحبش، يحسبه من رآه من ناحية راشدة جبلا، وهو من شرقيه سهل يتوصل إليه من القرافة دون ارتقاء. وقد بدأ عمل الرصد فى عهد الحاكم لكنه لم يتم فأتمه الأفضل بن بدر الجمالى إذ أقام فوقه كرة لرصد الكواكب. وسبب اهتمام الأفضل بذلك أنه حمل إليه تقويم سنة خمسمائة للهجرة، قيل مائة تقويم، فوجد فيها اختلافا كبيرا، فأنكر ذلك وجمع أهل العلم والحساب وسأل عن السبب فقيل له التقويم الشامى يحسب على رأى الزيج المأمونى المهجور ونحن نعمل على رأى الزيج الحاكمى وهو أحدث وأصح، وأشاروا عليه بعمل رصد مستجد يصحح الحساب وتحصل به الفائدة والسمعة والذكر الباقى. فشرع فى ذلك وأتمه. الخطط: ١٢٥:١ - ١٢٨.
(٣) ما بين الحاصرتين زيادة يقتضيها السياق.