وفي حادي عشريه نهبت الدواب بسفط ونهيا من ثلاثين رجلاً من بني قرة، وقتلوا قاضي سفط، واستاقوا مائة وخمسين فرسا لأهل الدولة، وساقوا ثلاثمائة مكة لمعضاد وأربعة آلاف رأس من الضأن؛ فلم يخرج أحد لطلبهم، ولا أنكر شيء من ذلك. وفي ثاني عشريه خرج معضاد والشريفان وابن حماد الغرابيلي ونجيب الدولة الجرجرائي إلى الخيمة خارج باب الفتوح، وحضر الكتاميون، فطلب منهم مائة فارس لينفق فيهم، فلم يحضروهم، ونزعت الخيمة فعادوا أقبح عود.
وفي خامس عشريه سار وفد مكة وقد دفع إليهم نصف واجبهم، ولم يرسل إلى أبي الفتوح بشيء، فمضوا غير راضين. وفيه حمل مظفر صاحب المظلة إلى الحضرة عشرة آلاف دينار قرضاً؛ واستدعى من الشريف أبي طالب العجمي متولي الصناعة عشرة آلاف قرضا، فدافع ثم أجاب إلى حمل خمسة آلاف بعد أن يضمن له أمر عادتها إليه، فضمن له الشيخ نجيب الدولة أبو القاسم علي بن أحمد الجرجرائي ذلك، فحملها.
واشتد الغلاء؛ فبيع القمح بأربعة دنانير وثلث التليس والحملة الدقيق بستة دنانير، والخبز رطل وربع بدرهم؛ ونزل بالناس مسغبة شديدة. وفي ثالث عشريه تجمع العبيد ومعهم عدة من النهابة، فبلغوا نحو الألفين، يريدون نهب مدينة مصر، فركب إليهم بدر الدولة نافذ في عسكر بالسلاح، وأذن للناس عامة بأن من تعرض لهم من العبيد فليقتلوه؛ فتحفظ الناس واستعدوا. ثم ركب معضاد ونسيم إلى حيث تجمع العبيد، وأحضروا