للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأهلّ جمادى الآخرة سنة أربع عشرة وأربعمائة بيوم الثلاثاء، ففيه خلع على أبى الفرج بن مالك بن سعيد ثوب وعمامة مذهبان، ورداء محشى مذهب، وحمل على بغلة بسرج ولجام محلّى؛ وقلد قضاء تنّيس وسار إليها. وخلع على أحد أولاد ابن جراح ثوب مثقل مذهب وعمامة طائرة، وحمل على فرسين بسرجين ولجامين مذهبين. وفى غده ركب الظاهر إلى نواحى القصور وعاد.

وفى ثالثة وصلت نحو المائة رأس من جهة ابن البازيار وشهرت.

وهلك محمد بن عبد الله بن المدبر بأخذ الخطير عمار فى القصر. وفى رابعه وكلّ بدكاكين الروّاسين فى جميع الأسواق، وأخذ ما فيها من الرءوس (١)؛ وكان قد طلب خمسمائة رأس وألف رطل رقاقا.

وفى سادسه جلس الظاهر للسّلام، ودخل الناس على رسومهم، وانصرفوا. وفى ثامنه جمع الناس كافة إلى صحن الإيوان بالقصر، وخرج رفق الخادم ومعه منشور وسجلّ، فسلّم المنشور إلى أبى طالب على بن عبد السميع العباسى الخطيب، فرقى المنبر وقرأه على الكافة. فتضمن أن جماعة من أوغاد الأرياف يرتكبون الجرائم ويحتمون بأهل الدولة من الولاة. فنهوا عن حمايتهم. فلما فرغ من قراءته استدعى أبو عبد الله محمد بن على بن ابراهيم النرسى، نقيب الطالبيين إلى الخزانة الخاصة، فخلع عليه ثوب دبيقى مذهب مصفف بأطواق، ومن تحته ثوب مصمت مذهب وغلالة مذهبة، وعلى رأسه عمامة شرب مذهبة. وخرج وفى يده سجل يتضمن استمراره فى النقابة على عادته، وكان قد أرجف بصرفه عنها.


(١) يقع سوق الرواسين على رأس سويقة أمير الجيوش، وقيل له ذلك من أجل أن هناك خانا تصنع فيه الرءوس. وكان من أحسن أسواق القاهرة، فيه عدة من البياعين، ويشتمل أيضا على نحو عشرين حانوتا مملوءة بأصناف المآكل. الخطط: ٩٥:٢.