للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فى الجزيرة للتنزه هناك. ولم تزل العشاريات تلعب فى البحر الليل كله والمسرة متصلة بينهم؛ فقدم فى آخر النهار مركب يحمل حطبا من الصعيد، فقلب نوتيّته وقطع الجسر، وغرق مركبان منه، وقطع ثلاث قطع، وغرق عشاريان بمن فيهما.

وفى هذا الشهر كوتب أبو الحارث نقيان بن محمد بن نقيان الخيملى، متولى حرب تنّيس ودمياط، بالمسير إلى حلب ليتسلمها عوضا عن محمد سند الدولة أبى محمد الحسن ابن محمد بن نقيان الكتامى عند وصول هديته إلى الحضرة؛ فسار. وكان من خبر مدينة حلب أن عزيز الدولة فاتكا لما قتل وأقيم من بعده غلامه بدر مكانه، ثم قبض عليه علىّ بن الضيف، وأقام بحلب سنة، وولى سند الدولة أبو محمد الحسن بن نقيان فنزل صالح بن مرداس الكلابى على حلب ونازلها؛ وقد كره الناس ابن نقيان وموصوفا الخادم لسوء سيرتهما، فسلّموا البلد إلى صالح. والتجأ ابن نقيان وموصوف إلى القلعة وتحصّنا بها؛ فاستخلف صالح على مدينة حلب أبا منصور سليمان بن طوق، ومضى إلى بعلبك فملك قلعتها بعد حرب، وقتل جماعة من أصحاب الظاهر. واجتمع هو وحسّان بن جرّاح وإخوته، وسنان ابن عليان على فلسطين وتحالفوا على اجتماع كلمتهم ومحاربة الظاهر، وتقاسموا البلاد كما سيأتى ذكره إن شاء الله.

وأما ابن طوق فإنه حصر قلعة حلب حتى أخذها بمباطنة من أهلها وأمسك ابن نقيان وموصوفا، فقتل ابن نقيان فى يوم الخميس لثمان بقين من ربيع الآخر من هذه السنة، واعتقل موصوفا. فركب أبو الحارث بن نقيان البحر من تنّيس إلى طرابلس، ودخل حلب يوم الأحد سابع عشرى جمادى الأولى هذا، وملكها، وسمّى سابق الدولة أبو طاهر بن كافى متولى الشرطة السّفلى بمصر من قبل بدر الدولة بأخذ تنّيس ودمياط؛ واستخلف أخاه جلال الدين على الشرطتين العليا والسفلى من قبل بدر الدولة.