من إنقاذ من يلتمس الخلاص منهم ليأخذوا على ذلك واجبا قد أقامه متولّى الصناعة، محمد الحسينى العجمى، على كل غريق دينارين ونصفا؛ وأنّ ذلك لما أنهى إلى حضرة أمير المؤمنين أنكره وأكبره، ومنع من أخذ درهم واحد فما فوقه عما هذا سببه، والمنع منه. فكثر الدعاء للظاهر.
وفى ثامنه ركب الظاهر فى خاصته وخدمه إلى الرّميلة بظاهر المقس، فطاف طويلا ثم عاد.
وفى تاسعه ركب القائد الأجل عز الدولة ومصطفاها معضاد الخادم الأسود فى جميع الأتراك ووجوه القواد، وشقّ مدينة مصر إلى الصّناعة، ثم خرج منها وعدّى بمن معه إلى الجيزة، حتى رتب للظاهر عسكرا يقيم معه هناك، وأخذ فى يوم الاثنين حادى عشره أربع عشاريات وأربعة عشر بغلا من بغال النقل، ومعه خاصّته وحرمه إلى سجن يوسف.
وعاد منه يوم الأربعاء لثلاث عشرة خلت منه. وركب فيه إلى مسجد تبر وعاد.
وأقام أهل الأسواق نحو الأسبوعين يطوفون الشوارع بالخيال والسماجات والتماثيل، ويطلعون إلى القاهرة بذلك برسم أمير المؤمنين، ويعودون ومعهم سجلّ قد كتب لهم بألا يعارض أحد منهم فى ذهابه وعودته. ولم يزالوا على ذلك إلى أن تكامل جميعهم.
وكان دخولهم من سجن يوسف فى سادس عشره، فشقوا الشارع بالخيال والسماجات والتماثيل، وتعطّل الناس فى ذلك اليوم عن أشغالهم ومعايشهم، واجتمع خلق كثير لنظرهم. وظل الناس أكثر هذا اليوم على ذلك، وأطلق لهم ثمانية آلاف درهم وكانوا فى اثنى عشر سوقا.
وفى عشريه قتل طائفة من القيصرية غلاما من الأتراك، فركب الأتراك بالسلاح وقاتلوا القيصرية، فتكافوا، ولم يجسر أحد منهم على الإيقاع بصاحبه. وفى ثانى عشريه ركب الظاهر النّيل ومضى إلى بستان السّيّدة العمة، ثم إلى خيمة وردان لأنّهم مقيمون