للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كافى، متولى الشرطة السفلى، بتقرير الرسم على التجار حتى يدفعوا إلى العامة ما جرت به رسومهم؛ وأذن لهم فى الخروج إلى سجن يوسف، ووعدوا أن يطلق لهم الظاهر ضعف ما أطلق لهم فى السنة الماضية من الهبة، فخرجوا.

[شهر] جمادى الأولى؛ أوله الجمعة. فيه ركب الظاهر مبكرا مع حرمه وخدمه إلى المشتهى فأقام يومه. وفى ثالثه ركب بعساكره إلى عين شمس وعاد.

وكان الشريف أبو طالب بن العجمى صاحب الصناعة قد تنكر على ابن أبى الرّدّاد، وأهانه، وتقابحا فى الخطاب، فضربه الشريف واعتقله. فأقام قاضى القضاة أبو العباس أحمد بن أبى العوام مشارفين على ابن أبى الرّدّاد، لسؤاله القاضى فى ذلك، وهما أبو الحسن سليمان بن رستم، والخليل بن أحمد بن خليل لينهيا إليه ما يصحّ من أمر المقياس، فوجدا مجارى الماء مسدّدة، ووجدوا ابن الرّدّاد يتناول فى كل سنة خمسين دينارا لكنس المجارى، ووجدا الماء قد انتهى إلى حدّ، فلما فتحت المجارى طلع الماء إلى حدّ أكثر من الحدّ الذى كان عليه

وفى رابعه نزل صقلبى من صقالبة القصر بمنشور معظّم إلى قاضى القضاة، وهو بالجامع العتيق، فأمره بقراءته على المنبر، فأراد أبو طالب على بن عبد السّميع العباسى أن يتولى قراءته دون أخيه أبى جعفر، وهو الأكبر، وقد صرف عن قراءة السجلات وليس له إلاّ خطابة الجامع العتيق. فقال له أبو جعفر: ويحك: ما تحتشم منى لسنّى ولأننى أخوك الأكبر، ولأننى هرعت لمولانا الحاكم بأمر الله، قدس الله روحه، وقد همّ بضرب عنقك حتى خلّصتك من القتل وضمنت له عنك التوبة والإنابة!! فدفع القاضى السجل إلى أبى جعفر، فقرأه فوق المنبر على كافة الناس. ومضمونه أنه انتهى إلى أمير المؤمنين أن المستخدمين فى الصناعة يعتمدون تعويق من ينزل البحر من النّاس، ويمنعون القوارب