للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى ثامن عشره جلس الظاهر للناس فى المجلس الذى كان يجلس فيه أبوه بقصر الذهب، ودخل الناس إليه من باب العيد على طبقاتهم. ودخل ناصر الدولة حسين بن الحسن ابن حمدان، متولى طرابلس، وقد صرف عنها، فتلقّى بالبنود وعدّتها أربعون بندا ملوّنة، وخمس بنود مذهبة، وعدة من الطبول؛ فقبّل التراب، ثم قبل يد الظاهر، هو والشريف الحسنى ابن موسى المقيم بدمشق؛ ووقفا؛ فأمرا بالجلوس على يسار القائد معضاد فجلسا. ثم انقضى السّلام وانصرف الناس. فلما كان وسط النهار نزلت طائفة من جوارى القصر فى طائفة من الخدم إلى دار الجوهر ودار الصرف ودار الأنماط، فابتاعوا ما أحبوا. وعادوا.

ولسبع بقين منه ركب الظاهر بغير مظلّة فى عساكره ومراكبه إلى مسجد تبر، وعاد؛ ثم نزل عقب ذلك مختفيا إلى الجزيرة والبساتين. وركب من الغد فى العشاريّات إلى الجيزة وما والاها، وعاد. وفى عشيّة السبت، لستّ بقين منه، غرق حدث فى النيل، فطرده الماء إلى الشط، وأراد أهله حمله، فمنعهم أصحاب الشريف أبى طالب العجمى، متولّى الصناعة، من ذلك، وطالبوهم عنه بدينارين وقيراطين، واجب الصناعة من حقّ من غرق فى النيل، فدفع إليهم ذلك، وحمل الرجل حتى غسل ودفن فى يوم الأربعاء.

ولليلتين بقيتا منه جلس الظاهر فى قصر أبيه بباب الذّهب على سريره المصقول المذهب، وعليه ثوب دبيقى معلم، وعمامة شرب مثقل مذهبة، وتحته فرش دبيقى مذهب، ودخل الناس من باب العيد فسلموا، وجلس من عادته الجلوس ساعة؛ ثم انصرفوا.

وفى هذا الشهر ارتفع السعر من أجل أن المراكب الواصلة بالقمح أخذت كلّها ورفعت إلى القصر من المقس. وفيه طاف العامّة والسّوقة أسواق مصر بالطّبول والأبواق يجمعون من التّجار والباعة ما ينفقونه فى مضيّهم إلى سجن يوسف، فقيل لهم شغلنا بعدم الأقوات يمنعنا عن هذا. فأنهوا حالهم إلى الظاهر، فرسم لشافى الدولة أبى طاهر بن