للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقدم الخبر بنهب العبيد الجوالة بلدا بالأشمونين؛ حصل لرجل واحد تسعمائة رأس من البقر وثلاثة آلاف رأس من الضأن.

وفى ثالث عشره ورد الخبر بأن الدّزبرى أسرى من عسقلان وكبس حلّة لحسّان بن جراح، فقتل ثلاثين أسيرا وعدّة من النّاس يبلغون آلافا، ونهب نساء العرب؛ وطلب نجدة ولو بألف فرس؛ وأخبر أنه نزل فلسطين وصلّى بها العيد وهو خائف من اجتماع العرب لحربه. فأخرج مضرب ظاهر باب الفتوح لتجرّد العساكر؛ فدافع أهل الدولة عن إمضاء ذلك. فورد الخبر بأن الدّزبرى بعد ما صلّى العيد بمدينة الرملة انتقل إلى لدّ بعد ما أوقع بحلّة فيها ولد لأبى الغول فقتله، وضرب أعناق أربعين رجلا من الغمازين الذين كانوا يدلّون حسّان بن جرّاح على الناس، وأنه ينتظر النجدة بلدّ، فلم يخرج إليه أحد.

وفى يوم عيد الغدير (١) ورد الخبر بإقامة الدّعوة الظاهريّة بالبصرة والكوفة والموصل وعدة من بلاد المشرق؛ وذلك لغلبة الأتراك على بغداد وإخراج الدّيلم عنها إلى البصرة؛ فدعا الدّيلم للظاهر بها وبالكرخ (٢)، ودعا الأتراك ببغداد للقادر. وفيه جرى الناس بمصر فى عيد الغدير على رسمهم، وتزيّوا بأفخر زيهم، وطلع المنشدون إلى القصر يدعون وينشدون.

وفيه نصبت خيمة خارج باب الفتوح ليخرج تجريدة الدّزبرى.


(١) تزعم الشيعة، أن النبى ، مر بوادى خم فى حجة الوداع وأمسك بيد على بن أبى طالب، كرم الله وجهه، وقال: «من كنت مولاه فعلى مولاه. اللهم وال من والاه وعاد من عاداه». قارن الخطط: ٣٣٨:١، وفيه كثير من التفصيل.
(٢) الكرخ. لعل المقصود به كرخ بغداد وقد بدأ حيا فى وسط بغداد والمحال حولها ثم تطورت أحوالها حتى صارت محلة وحدها، وأهلها شيعية إمامية. معجم البلدان: ٢٣٣:٧ - ٢٣٤.