للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى جاهه فى جميع أمورنا؛ واعتفاؤه من هذا الأمر لا يبرئه من ذمّنا إن وقفت حوائجنا، ويكون الشكر فيه لغيره إن قضيت؛ وهذا الرّجل عميد الملك هو ذا يحمّل الرجال عليه ويشعرهم أنه يجتهد فى قضاء حوائجهم، وأنه يعترضه بما يبطلها عليهم؛ وفى هذا الأمر ما تعلمه. فقل أنت له عنى: يا سيّدنا، إما أن تزيد شكر الرجال وسلامة صدورهم لك وخلاص نياتهم فى طاعتك، فادخل فى هذا الأمر، فإن أحسنت عرفوا ذلك لك، وشكروه منك وإن أسأت كان عليك ضرره وشرّه؛ وإلاّ فاعتزل جانبا ولا تلعب بروحك مع الرجال؛ وإلاّ أبلغك أبو الفضل. فبلّغه الرجل ذلك؛ فقال: أمهلنى الليلة ثم بكرّ إلىّ. فلما كان فى السّحر بكر إليه؛ فقال: أعد علىّ قول ناصر الدولة؛ فأعاده. فقال: أقره عنى السلام، وقل له: والله الاّ أدخل فيه ويكون لى خيره وشرّه. وأبلغ ناصر الدولة رسالته؛ فقال:

هذا هو الصّواب.


= - إلى القصر وترك مضاربه الخاصة بحالها، وأصلح بين الطرفين. فتوقف الكتاميون حتى وصلهم بألوف دنانير دفعها فعلا لهم وعوض ما نهب من خيامهم. فنهبت العرب أكثر غوطة دمشق وقرى عملها. ثم سار عن دمشق إلى حمص وأعرض العساكر بها، وأثبت من الكلبيين ألف فارس أخرى. وكان راشد بن سنان بن عليان قد فر من سجنه بصور ونزل على دمشق واستولى على أكثر أعمالها، فلما وصل رفق إلى حماة نهبت عساكره أعمال شيزر. ووصل إلى جبل جوشن ظاهر حلب يوم الأربعاء ثانى عشرى ربيع الأول، ووقع الطراد، فاستأمن سلطان القرمطى فى خمسمائة من الكلبيين إلى ثمال وكان أخوه .. معتقلا بقلعة حلب فاقتتلوا يوم الجمعة واستراحوا يومى السبت والأحد. فرد رفق الخزانة السلطانية إلى خلفه وأمر العساكر برد أثقالهم، فظنوا أنه يريد الهزيمة وأخذوا من منتصف الليل يرحلون، فاتبعهم رفق برسله فلم يرجعوا. وأسفر الصبح فخرجت الخيل من حلب فنهبوا وأسروا، وجرح رفق ثلاث جراحات وأسر وحمل إلى حلب مكشوف الرأس وقد اختلط عقله لأجل الجراحات التى فى رأسه، فسجن ثلاثة أيام بالقلعة ومات وقد أناف على الثمانين فدفن بمسجد خارج حلب، وأسرت الروم جماعة من العسكر فأنكر عليهم قسطنطين ذلك ورد الأسرى وكساهم» اه.