ويقال إنّ الخليفة القائم بأمر الله كتب لمّا نكب كتابا يشكو فيه ما يلقاه من البساسيرى ونسخته بعد البسملة:«إلى الله العظيم من عبده المسكين. اللهم إنك عالم بالسّرائر، مطّلع على مكنونات الضمائر؛ اللهم إنك غنى بعلمك واطّلاعك على أمور خلقك عن إعلامى لك؛ وهذا عبد من عبيدك قد كفر نعمتك وما شكرها، وألغى العواقب وما ذكرها، أطغاه حلمك، وسخر بأناتك، حتى تعدّى علينا بغيا، وأساء إلينا عتوا وعدوا. اللهم قلّ الناصر، واغترّ الظالم، وأنت المطّلع العالم، والمنصف الحاكم، بك نستعين عليه، وإليك نهرب من بين يديه، وقد تعزّر بالمخلوقين، ونحن نستعين بالله رب العالمين. اللهم إنا حاكمناه إليك، وتوكلنا فى إنصافنا منه عليك، ورفعنا ظلامتنا إلى حكمك، ووثقنا فى كشفها بكرمك فاحكم بيننا بالحق وأنت خير الحاكمين، وأظهر قدرتك فيه قدر ما نرتجيه، فقد أخذته العزة بالإثم. اللهم فاستلبه عزته، وملكنا بقدرتك ناصيته، يا أرحم الراحمين. وصلى الله على محمد خاتم النبيين، وعلى آله الطيبين وسلم تسليما».
وبعث به إلى باب الكعبة، وعلّق بباب الكعبة ودعا بما فيه؛ فقتل البساسيرى فى ذلك اليوم.