للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخلع عليه المستنصر بالطّيلسان المقوّر، وصار جميع أهل الدّولة فى حكمه، والدّعاة نوّابا عنه، وكذلك القضاة إنما يتولون منه (١). فقلّد أبا يعلى حمزة بن الحسين بن أحمد الفارقى قضاء القضاة. وزيد فى ألقاب أمير الجيوش على ألقاب من تقدّمه من الوزراء:

كافل قضاة المسلمين.

واتّفق أنه لما لبس خلع الوزارة حضر إليه المتصدّرون بالجوامع، فقرأ ابن العجمى:

«وَ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ» (٢)، وسكت عن تمام الآية، فقال له أمير الجيوش بدر: والله لقد جاءت فى مكانها وجاء سكوتك عن تمام الآية أحسن؛ وأمر له بصلة.

فيها قتل أمير الجيوش من أماثل المصريين وقضاتهم ووزرائهم عدة كثيرة، منهم الوزير أبو محمد الحسن بن ثقة الدولة على بن أحمد المعروف بابن أبى كدينة، وكان عند ما قدم [بدر] إلى مصر هو الوزير، وهو من ولد عبد الرحمن بن ملجم، وتردّد فى القضاء والوزارة سبع مرات؛ وكان قاسى القلب جبّارا، فلما قبض عليه سيّر إلى دمياط، ودخل عليه السّيّاف ليضرب عنقه، فكان سيفه ثليلا، فضربه سبع ضربات بعدد ولايته القضاء والوزارة.

وقتل أيضا الوزير أبو المكارم أسعد، والوزير أبو شجاع محمّد بن الأشرف أبى غالب محمد بن على؛ والوزير عبد الغنى بن نصر بن سعيد الضيف.


(١) ونمت بدر بالسيد الأجل أمير الجيوش، وهو النعت الذى كان لصاحب ولاية دمشق، وخلع عليه بالعقد المنظوم بالجوهر مكان الطوق، وزيد له الحنك مع الذؤابة المرخاة والطيلسان المقور زى قاضى القضاة. وصارت الوزارة من حينئذ وزارة تفويض يقال لمتوليها أمير الجيوش، وبطل اسم الوزارة. الخطط:، ٤٤٠:١.
(٢) سورة آل عمران: آية: ١٢٣.